العيون في لغة الجسد … قراءة وفهم للمشاعر مدونة ميغا رول

العيون في لغة الجسد … قراءة وفهم للمشاعر مدونة ميغا رول

“العيون” هي نافذة الروح، هذا ما عبّر عنه بعض الفلاسفة مثل (شكسبير وليوناردو دافنشي وشيشرون)، حيث من خلال العيون يمكن اكتشاف الكثير من المشاعر المخبأة والأفكار التي تدور في ذهن الشخص الذي أمامنا من حب، أو كره، أو تنمر، أو إعجاب أو حتى استهزاء. فكيف يمكن أن نفسر العيون في لغة الجسد، أو بمعنى أوضح كيف يمكن تفسير نظرات العيون وما تحمله من أحاسيس ومشاعر.

وكيف يمكن للناس أن يروا ما نفكر فيه بالتواصل البصري؟ وكيف يمكنهم قراءة لغة جسدنا من خلال عيوننا؟

العيون في لغة الجسد

العيون هي واحدة من أكثر أجزاء الجسم أهمية في لغة الجسد والتواصل غير اللفظي. إنه الاتصال البصري الذي يختلف من شخص لآخر ويتم التعبير عنه بطرق مختلفة.

فقد نجد بعض الأشخاص لا يحبون التواصل البصري، حيث يعتبرونه شيء من التطفل أو أمر غير مريح. بينما يجده البعض الآخر وسيلة رائعة لفهم الآخرين، حيث أن الطريقة التي ننظر بها إلى الآخرين تتحدث كثيرًا عن أفكارنا ومشاعرنا تجاههم.

يقول الخبراء أن الناس غالبًا ما يستخدمون أعينهم للتواصل مع الآخرين قبل أن يتحدثوا. ويمكن استخدام العيون لتفسير الرسائل التي يحاول الناس نقلها للآخرين، ونتيجة لذلك، تعد قراءة العيون في لغة الجسد جزءًا مهمًا من فهم ما يشعر به شخص ما تجاهك أو تجاه كلماتك.

تفسير نظرات العيون وارتباطها بلغة الجسد

العيون في لغة الجسد يمكنها أن ترسل العديد من الإشارات غير اللفظية المختلفة. ويعد فهم هذه الإشارات مفيدًا جدًا لقراءة لغة الجسد، نظرًا لأن النظر إلى عيون الأشخاص يعد جزءًا طبيعيًا من التواصل.

عندما يرتدي الشخص نظارات داكنة، فإن ذلك يمنع الآخرين من قراءة إشارات أعينهم. وبالتالي فهو أمر مربك إلى حد ما، ولهذا السبب يرتديها أحيانًا بعض الأشخاص وأولئك الذين يسعون إلى الظهور بمظهر الأقوياء:

النظر إلى الأعلى (عينا الشخص باتجاه الأعلى)

عندما ينظر الشخص إلى الأعلى فهو غالبًا ما يفكر. ومن المحتمل أنه يتخيل صورًا في ذاكرته، أو المحاولة في تذكر شيء ما (مثال عندما يلقي شخص ما خطابًا أو عرضًا، قد يكون قيامه بالنظر إلى الأعلى بمثابة تذكره لكلماته التي أعدها).

قد يكون النظر للأعلى أيضًا إشارة إلى ملل الشخص، حيث يقوم الشخص بفحص المناطق المحيطة به بحثًا عن شيء أكثر إثارة للاهتمام.

النظر إلى الأسفل (عينا الشخص باتجاه الأسفل)

يعتبر النظر إلى شخص ما عملًا من أعمال القوة والهيمنة على هذا الشخص. إلا أن النظر إلى الأسفل يتضمن عدم القدرة في النظر إلى الشخص الآخر الموجود قبالتك، وهو ما قد يكون:

النظر إلى الأسفل وباتجاه اليسار: يمكن أن يشير إلى أن الشخص يتحدث مع نفسه (حيث يمكنك أن تتأكد من خلال حركة شفاهه الطفيفة).

أما النظر إلى الأسفل وباتجاه اليمين: يمكن أن يشير إلى أن الشخص يهتم بمشاعره الداخلية.

كما تشير بعض الدراسات لثقافات معينة إلى أن نظر الشخص للأسفل عند التحدث مع الآخرين هي علامة لإظهار الاحترام، والبعض الآخر يراها إشارة للاستهزاء أو الهيمنة.

النظر إلى الأسفل فجأة أثناء المحادثة

النظر إلى الجانب (عينا الشخص باتجاه جانبي)

يقع جزء كبير من مجال رؤيتنا (ونظرات عيوننا) باتجاه المستوى الأفقي، لذلك عندما ينظر الشخص جانبًا، فهو إما ينظر بعيدًا عما هو أمامه أو ينظر نحو شيء أثار اهتمامه.

يمكن أن تعني النظرة إلى الجانب وكأن الشخص يقول: “أنا أستمع إليك، لكنني لا أقتنع بما تقوله (على الأقل ليس بعد)”.

يمكن أن تكون النظرة السريعة من الجانب مجرد التحقق من المصدر الذي أدى للفت انتباه الشخص وبالتالي ليقيم فيما إذا كان تهديدًا أو اهتمامًا.

ويمكن أيضًا القيام بذلك لإظهار الانزعاج.

النظر إلى الجانب الأيسر يمكن أن يشير إلى أن الشخص يتذكر صوتًا ما.

أما النظر إلى الجانب الأيمن فيمكن أن يشير إلى أن الشخص يتخيل صوتًا قد سمعه.

وتشير أيضًا النظرات الجانبية إلى الشك، أو عدم التأكد، أو النقد.

النظر إلى السقف أو السماء

يشير نظر الشخص إلى السقف أو السماء أثناء المحادثة إلى أن الأمر الذي يتحدثان عنه يبدو مستحيلًا، أو يشير إلى سوء حظ الشخص، وكأنه يقول: “لماذا يا إلهي، لماذا؟”، للتخفيف من التوتر والضغط الذي يعاني منه.

النظر بحركات جانبية (العين تتحرك من اليمين لليسار)

يمكن أن تشير العيون المتحركة من جانب إلى آخر إلى المراوغة والكذب، كما لو كان الشخص يبحث عن طريق للهروب فيما لو تم اكتشاف كذبه.

يمكن أن تفسر النظرة بحركات جانبية بأن يكون الشخص متوترًا، أو أن الشخص مشتت الأفكار.

قد تتحرك العيون أيضًا يمينًا ويسارًا بشكل جانبي (وأحيانًا لأعلى ولأسفل) عندما يتخيل الشخص في ذهنه صورة كبيرة ويبدو كأنه ينظر إليها حرفيًا كما لو كانت أمامه.

والنظر بحركات جانبية وبارتياب أثناء تحريك العيون إنما يدل على عدم الثقة أو عدم الإقناع.

التحديق (تركيز العيون على شيء ما)

النظر إلى شيء ما يدل على الاهتمام بهذا الشيء، سواء كان لوحة أو طاولة أو شخصًا. وهذا يسمى التحديق (إمعان النظر بشكل كبير ولمدة طويلة على شيء محدد)، عندما تنظر إلى شيء ما، فإن الآخرين الذين ينظرون إلى عينيك سيشعرون بأنهم مجبرون على متابعة نظرتك لرؤية ما تنظر إليه. وهذه مهارة رائعة لأننا قادرون على متابعة النظرة بدقة شديدة.

عند التحديق أو النظر إلى شخص ما بشكل طبيعي، تكون النظرة عادة في مستوى العين أو لأعلى:

لفهم نظرة التحديق أمعن النظر في أين تنظر العين لمدة طويلة.

النظرة الخاطفة

إن النظر إلى شيء ما يمكن أن يكشف عن الرغبة في ذلك الشيء، على سبيل المثال النظرة إلى الباب يمكن أن تشير إلى الرغبة في المغادرة.

نظرة خاطفة على شخص ما يمكن أن تشير إلى الرغبة في التحدث معه. كما يمكن أن تشير أيضًا إلى القلق بشأن شعور ذلك الشخص عندما يقال شيء قد يزعجه.

تواصل العيون مع بعضها (بين شخصين)

يعد التواصل البصري بين شخصين بمثابة اتصال قوي وقد يُظهر الاهتمام أو المودة أو الهيمنة.

كما يعطي التواصل بين العيون انطباعًا بصدق الشخص المتحدث، واستمراره بالتواصل يدل على الاهتمام بحديث الشخص.

ملاحظة: يدل التواصل البصري بين العيون بشكل مطول إلى شعور الشخص المقابل بعدم الراحة.

الرمش بالعين

الرمش هو عملية طبيعية أنيقة يقوم بها الشخص بشكل طبيعي لمرات لا تعد، أو أنه نتيجة الاحساس بأن شيء ما دخل إلى العين مما يساعد في مسح العينين وتنظيفها بواسطة الجفون، تمامًا مثل ماسحة الزجاج الأمامي في السيارة.

الرمش السريع يمكن أن يفسر كما يلي:

إنه يحجب الرؤية ويمكن أن يكون إشارة على تعجرف الشخص وكأنه يقول: “أنا مهم جدًا، ولست بحاجة لرؤيتك، أو لسماعك”.

الرمش السريع أيضًا يمكن أن يكون بمثابة دعوة رومانسية خجولة.

أما رمش جفون العين المتكرر فيشير إلى الرغبة في المشاركة في أمر أثار انتباه الشخص، ويمكن أن يشير إلى الشعور بالملل.

الغمز بالعين

إن إغلاق عين واحدة وترك الأخرى مفتوحة (الغمزة) هو لفتة متعمدة توحي:

على العموم يختلف تفسير غمزة العين يتفاوت حسب السياق، وعلاقة الشخص بالآخر، والمكان المتواجد فيه.

إغلاق العين

إغلاق العينين في مكان يغلق العالم أمام وكأن الشخص يقول: “لا أريد أن أرى ما هو أمامي”:

ما يميز إغلاق العيون أنه أكثر إشارات لغة الجسد وضوحًا.

العيون التي تمتلئ بالدمع دون البكاء

القنوات الدمعية التي تملأ العين بالدمع توفر الرطوبة للعينين.

دموع العين (العيون الباكية)

غالبًا ما تشير الدموع التي تنهمر من العيون على الخدين إلى أنها من أعراض الحزن أو الخوف الشديد أو القلق الناجم عن الألم الجسدي أو العاطفي.

على الرغم من أنه من المفارقة أنه يمكن أن يشير البكاء بدموع أيضًا على الفرح.

يمكن أن يكون البكاء صامتًا، مع قليل من الدموع أو بدونها (مما يدل على السيطرة على النفس في موقف معين).

وإذا كانت الدموع المنهمرة من العيون مصحوبة بالتنهدات المتشنجة التي لا يمكن السيطرة عليها فهي تشير إلى قوة المشاعر.

العيون المغلقة

عندما نرى شخصًا ما يغمض عينيه أثناء التحدث، فهذه إشارة شائعة في لغة الجسد وتعني أن الشخص لا يحب ما يقوله، أو يشعر بالقلق بشأن ما تقوله أنت (وكأنه يقول عن هذا الموقف الذي أمامه “لا حول ولا قوه إلا بالله”).

تجدر الإشارة إلى أن الموقف الذي يحدث فيه إغماض العيون (السياق) هو المفتاح لفهم ما يحدث بالفعل. إذا قام شخص ما بإغماض عينيه عندما يكون مع شريك رومانسي، فقد يعني ذلك أنه يرغب في حجب أي شيء آخر يمنعه من الاستمتاع بشريكه.

ويمكن أن يغلق الشخص عينيه إشارة إلى تجنب التوبيخ من شخص ما (عندما يرتكب الناس شيئًا خاطئًا)، وهذا يحدث مع كل من الأطفال والبالغين. يعد هذا تعبيرًا عن المشاعر السلبية أو القلق أو انعدام الثقة، ويمكن أيضًا اعتباره أمرًا محرجًا.

في بعض الثقافات يعتبر تحدث الشخص مع من أمامه مع إغلاق العيون على أنه:

العيون الهادئة

العيون الهادئة أو المريحة هي علامة على الراحة والثقة.

فرك العيون

يشير فرك الشخص لعينيه أثناء الحديث إلى التعب، أو النعاس. وفي حالات أخرى يشير إلى التوتر أو الإحباط.

كما يشير أيضًا عدم تصديق كلام الشخص الذي أمامه.

كما أن فرك الجفون بمثابة لفتة تهدئة ذاتية أو “إعادة ضبط البصر”، وإبطاء معدلات ضربات القلب والتنفس في أوقات التوتر أو التعب.

يمكنك أيضًا رؤية بعض الأشخاص يفركون أعينهم أثناء المحادثات والاستجوابات عندما يُطرح عليهم سؤال صعب أو مسبب للتوتر، أو إذا كانوا يريدون قطع الاتصال البصري لتقليل التوتر أو القلق لديهم.

ونرى في كثير من الأحيان إيماءة فرك العين هذه عند الرجال أكثر من النساء، حيث قد تكون النساء متكيفات على تجنب فرك أعينهن، خاصة إذا كن يضعن مكياج العيون.

يمكن استخدام هذه الإشارة (فرك العيون) عندما تريد تجاهل شخص ما. لتكون رسالة له التي مفادها أنك متعب ولا تريد رؤيته.

العيون الضيقة

يشير تضييق العينين على أن الشخص يتعرض للضغط، وإذا رأيت شخصًا يضيّق عينيه أثناء المحادثة، فاعلم أن هناك خطأ ما. بعض الناس سوف تضيق أعينهم عندما يشعرون بالتخوف أو الشك أو القلق.

تذكر أن السياق (الموقف) هو المفتاح لفهم ما يحدث بالفعل داخل شخص ما.

العيون المرتعشة

عندما نرى شخصًا ترتعش عيونه، فهذا يشير عادةً في لغة الجسد إلى التوتر أو القلق أو الخوف.

اتساع دائرة العينين

يشير اتساع العينين في لغة الجسد أثناء الحديث إلى الشعور بالمفاجأة أو التعجب أو الدهشة، وكأنه رد فعل تجاه شيء غريب أو غير متوقع، أو في وقت لم تكن تتوقعه على الإطلاق.

تجنب التواصل بالعينين

يمكن أن نفهم لغة الجسد من العيون عندما يلجأ أي شخص في عدم النظر للشخص الذي أمامه ويبعد عينيه عن التواصل بالعين معه وهذا إنما يحدث عندما يرغب الشخص في فهم موقفه تجاه موقف أو فعل قام به الذي أمامه بصورة مقلقة أو غير سارة، وهذا يشير إلى أنه قام بتجنب تواصل العينين كوسيلة للهروب وعدم المواجهة.

ويمكن أن يشير أيضًا إلى عدم الثقة بالنفس.

تقريب الجفون من بعضهما على شكل إغماض

يمكن أن يقوم أي شخص بهذا التصرف مشيرًا إلى المحاولة في التركيز أكثر في أمر ما.

كما يشير أيضًا (وهذا حسب الموقف) إلى عدم اتفاق الشخص بالرأي فيما يقوله الطرف الآخر، أو أنه لا يحب ما يتحدث عنه.

وهناك من يقوم بهذه الحركة في العين مشيرًا إلى عدم ارتياحه للموقف أو الحديث أو الفعل.

العيون اللامعة (النظرة البعيدة)

تشير العيون اللامعة في لغة الجسد إلى:

المراجع: