معلومات عن تخصص علم النفس – يؤهلك للعمل في مدونة ميغا رول

معلومات عن تخصص علم النفس – يؤهلك للعمل في مدونة ميغا رول

نجح أخي في مرحلة الثانوية العامة وأصبح مؤهلًا لدخول الجامعة والدراسة فيها، وأصبح قادرًا على اختيار أحد الفروع الجامعية لإكمال دراسته فيها. وبسبب قلة معرفته وإحاطته بالفروع الجامعية؛ طلب مني أن أختار له فرعًا جامعيًا يتناسب مع ميوله واهتماماته التي تدور حول محاولة فهم أفكار الآخرين ومشاعرهم وأفكارهم والتصرف في ضوء هذه المعرفة.

بدأت بالبحث عن أحد الفروع القريبة من ذلك واستوقف نظري أحد العلوم الأدبية الإنسانية التي تدرّس كفرع جامعي .. إنه علم النفس. لذلك رغبت في كتابة مقال أعرّف فيها من يودّ دراسة هذا العلم بمعنى علم النفس، ونشأته، وأهم المدراس التي ظهرت فيه وأفكار كل منها ومنهجها في الدراسة والعلاج.

تعريف علم النفس Psychology

تتعدد تعريفات علم النفس وتتنوع تبعًا لتعدد المدارس النفسية وفروعها. وبسبب اتساع ميدانه وتشعبه، فمنهم من يعرف علم النفس بأنه العلم الذي يتناول السلوك البشري بالوصف والتحليل والتفسير وصولًا إلى التحكم والتنبؤ بهذا السلوك للتوصل إلى القوانين التي تحكم هذا السلوك.

كما يدرس علم النفس الشخصية الإنسانية بما تتضمنه من إدراك وتفكير وإحساس، لتحديد نوعها والعوامل البيئية أو الوراثية التي تؤثر بها والمشكلات التي تعترضها للوصول إلى حل لها.

وتعود جذور هذا العلم إلى اليونان، ذلك أن علم النفس كلمة مكونة من مقطعين، Psyche وتعني الحياة أو الروح، وLogos أي العلم، وبذلك يكون علم النفس هو علم الحياة. وحديثًا تُبذل الجهود لتطبيق علم النفس على الحيوانات بعد أن كان مقتصرًا على السلوك البشري.

تاريخ علم النفس:

لعلم النفس جذور ضاربة في التاريخ منذ أقدم العصور حين بدأ الإنسان بالتفكير في كل ما يحيط به من أشياء في الطبيعة كالرياح والمطر وغيرها من المظاهر الطبيعية. وبدأ بتأمل ذاته ومحاولة فهمها وملاحظة الظواهر الإنسانية لدى البشر، عندها نشأت الفلسفة، ثم تطورت لينشأ ويستقل عنها علم النفس مشكلًا علمًا جديدًا مستقلًا بذاته في بداية القرن العشرين.

أهداف علم النفس:

يهدف علم النفس إلى:

أهمية دراسة علم النفس:

موضوع علم النفس:

يتناول علم النفس بالدراسة الظواهر النفسية التي تظهر لدى الفرد، وهي كثيرة ومعقدة ومتشابكة، مما يؤدي إلى صعوبة دراستها ووجود العديد من المعوقات التي تعترض الأخصائي لدى مزاولته عمله.

حيث يقوم علم النفس على فهم هذه الظواهر ودراستها دراسة معمقة، وتحليلها لمعرفة أسبابها، والتنبؤ بحدوثها.

مناهج علم النفس:

بسبب تعدد مدراس علم النفس نتج عن ذلك تنوع في المناهج المتبعة في دراسة السلوك البشري، ويمكن تمييز ثلاثة مناهج أساسية هي:

  • الاستبطان.
  • التجريب.
  • التحليل النفسي.
  • منهج الاستبطان (التأمل الباطني):

    ويسمى أيضًا الملاحظة الداخلية أو الذاتية، ويقصد بهذا المنهج تأمل الإنسان لما يحدث معه وما يجري في داخله من مشاعر وانفعالات وأفكار، وما يقوم به نتيجة ذلك من سلوكيات. وقد يكون الاستبطان لدى الفرد عفوي عن غير قصد، أو يكون مقصودًا منظمًا توجهه رغبة الفرد في الوصول إلى حل لما يتعرض له ومعرفة أسبابه.

    وقد كان لهذا المنهج معارضيه من علماء النفس كالسلوكيين، وذلك بسبب جملة من الأسباب نذكر منها:

    لكن هذه الانتقادات الموجهة لمنهج الاستبطان لا تقلل من قيمته وأهميته، لكن قد توجه إلى اتباع مناهج أخرى إلى جانبه تقوم بتعويض النقص والثغرات الموجودة في هذا المنهج.

    المنهج التجريبي:

    ويكون باتباع الخطوات التالية:

    وتكون بملاحظة الظواهر والعمليات النفسية لدى الشخص المفحوص من قبل المعالج النفسي لاكتشاف أسبابها ومعرفة كيفية التعامل معها وعلاجها. وهي الطريقة المتبعة لدى علماء النفس السلوكيين.

    ويكون ذلك ببناء فرضيات على الحقائق والمعلومات المتوافرة، ثم اختبارها لمعرفة الصحيح والمناسب منها والتأكد من قدرتها على استقراء الحقائق ذات الصلة بالظواهر النفسية المفحوصة التي لم تحدث بعد.

    ويتميز التجريب في علم النفس عن التجريب في العلوم الأخرى بصعوبته بسبب طبيعة البشر، وقد يضطر العالم في بعض الأحيان إلى التجريب على الحيوانات أو على الأطفال أو على المرضى.

    وهو عبارة عن ملاحظة مقصودة مقيدة بشروط تجعلها تحت مراقبة الباحث وإشرافه. ويقوم التجريب على تثبيت العوامل ما عدا العامل موضع الدراسة، ثم تبديل هذا العامل وتغييره لملاحظة تأثيره على باقي العوامل. وهذه العوامل المثبتة هي عبارة عن مؤثرات داخلية وخارجية، يتم تثبيت المؤثرات الداخلية بحرمان المفحوص من الطعام، وحقنه بالكافيين مثلًا.

    أما المؤثرات الخارجية فتكون مثل درجات الحرارة وأنواع الروائح وما إلى ذلك، ويكون ضبطها باستخدام أدوات وآلات خاصة.

    التحليل النفسي:

    ويستخدم فيه مجموعة من الطرق والأساليب النفسية نذكر منها:

    مدارس علم النفس:

    تتنوع مدارس علم النفس وتتعدد وتختلف كل منها بأفكارها وآرائها وطريقة العلاج لديها، ونذكر أهمها:

    1 – المدرسة الاستنباطية Introspectionisme:

    يتبع الاستنباطيون منهج التأمل الباطني (الاستبطان) في تحليل الذات والظواهر النفسية لدى الفرد.

    2 – المدرسة السلوكية Behaviorisme:

    مؤسس هذه المدرسة هو واطسون، وهي تعتمد على آلية المثير الذي يتطلب الاستجابة في فهم السلوك وتفسير الحوادث والظواهر النفسية وإمكانية التنبؤ بها.

    وتعتمد هذه المدرسة على الملاحظة الموضوعية البحتة، وبالتالي فهي لا تعترف بالغريزة وتؤكد على أن السيادة هي لتأثير البيئة على السلوك البشري بالإضافة إلى أهمية دور التعلم.

    3 – المدرسة الوظيفية:

    ويعتبر “وليم جيمس” مؤسس المدرسة الوظيفية، وهي أول مدرسة أمريكية في علم النفس، وتهتم هذه المدرسة بدراسة وظائف العمليات العقلية وتؤكد على أهمية العقل حيث لا يمكن فصل الجسد عن العقل، بل إنهما وجهان لعملة واحدة، كما تهتم الوظيفية بدراسة قدرة الفرد على التكيف لدى الأفراد.

    4 – مدرسة المنعكس:

    ومؤسسها بافلوف الروسي الذي يرى أن الحياة النفسية للفرد هي عبارة عن سلسلة متتابعة من الحوادث المنعكسة المقترنة التي تتدرج من الأبسط إلى الأكثر تعقيدًا.

    5 – المدرسة الجشطالتية:

    وتعني كلمة جشطالت بالألمانية الشكل أو الصورة، حيث يرى أتباع هذه المدرسة أن السلوك البشري يجب دراسته كوحدة متكاملة وعدم تجزئته إلى أفعال وأحداث منفصلة عن بعضها. وذلك أننا ندرك الأشياء كوحدة كلية متكاملة، وخاصة الأشياء المتقاربة في الزمان والمكان، والأشياء المتشابهة، كما أنه يوجد لدينا ميل لإكمال الأشياء الناقصة عن إدراكها ورؤيتها بصورة محسّنة.

    6 – المدرسة القصدية:

    يرى أصحاب هذه المدرسة أن الإنسان ليس فقط وحدة متكاملة بل يضيفون على ذلك أن هذه الوحدة تتصف بالقصد والنزوع، وهم بذلك يخالفون المدرسة السلوكية بشكل كامل.

    7 – المدرسة التحليلية:

    ويعتبر “فرويد” مؤسس هذه المدرسة، ويعتقد أصحاب هذه المدرسة أن كبت العوامل الأساسية للسلوك ومخالفتها يسبب الأمراض النفسية لدى الفرد. وبذلك اهتمت هذه المدرسة بدراسة السلوك اللاسوي، واهتمت بالغرائز البشرية حيث اعتبرتها عوامل محركة للشخصية مثل غريزة الجنس وغريزة الموت وغريزة الطعام وغيرها.

    8 – المدرسة الاختيارية:

    ويميل أصحاب هذه المدرسة إلى اتباع واختيار الأنسب والأصح من المدارس النفسية الأخرى، ولذلك ينتمي إليها معظم علماء النفس.

    9 – مدارس أخرى متنوعة:

    بالإضافة إلى مدارس أخرى كثيرة نذكر منها:

    فروع علم النفس:

    ونذكر منها:

    كتب في علم النفس:

    هناك كم هائل من الكتب المتخصصة في مجال علم النفس، لكن هنا سوف نقتصر على ذكر أهمها:

    دراسة تخصص علم النفس كفرع في الجامعة:

    يمكن دراسة علم النفس كمادة مستقلة في أحد الفروع الجامعية، أو كفرع متخصص في الجامعة، وما نقصده بدراسة علم النفس في هذا المقال هو دراسة علم النفس كفرع جامعي يتخرج منه الدارس على أنه معالجًا نفسيًا.

    ويعتبر تخصص علم النفس أحد التخصصات والفروع الأدبية، على الرغم من أن المواد التي تدرس في هذا التخصص تكون أحيانًا ذات طابع علمي مثل مادة الإحصاء والقياس النفسي وغيرها.

    ويتم التعرف في هذا التخصص على مبادئ وأصول ومناهج البحث في علم النفس، والمدارس التي ظهرت وأهم أفكارها، ودراسة الظواهر النفسية من مختلف جوانبها النفسية والعقلية والجسدية والاجتماعية وكيفية التعامل معها.

    الفرق بين الأخصائي النفسي والطبيب النفسي

    وكثيرًا ما يتم الخلط بين مصطلحي الأخصائي النفسي والطبيب النفسي على الرغم من الفرق بينهما. فالأخصائي النفسي هو الشخص الحاصل على درجة الدكتوراه في علم النفس، حيث يقوم بدراسة الحالات والأمراض النفسية وتشخيصها وتقديم العلاج النفسي لها، لكنه غير قادر على تقديم العلاج الطبي في حال الحاجة إليه.

    أما الطبيب النفسي فهو شخص يدرس في كلية الطب ثم يختص في الطب النفسي في علاج الحالات الصحية النفسية علاجًا طبيًا يعتمد على الأدوية والعقاقير.

    مجالات العمل للمتخرجين من اختصاص علم النفس:

    يمكن للمتخرج من دراسة علم النفس العمل في عيادات خاصة بالعلاج النفسي، أو بالمستشفيات المتخصصة بالاضطرابات النفسية، أو العمل في مجال الموارد البشرية في الشركات والمؤسسات الكبرى، كما يمكن تقديم الدعم والعلاج النفسي في الجمعيات الخيرية كدور الأيتام والمسنين، أو في المدارس كمرشد اجتماعي.

    خصائص وسمات الأخصائي النفسي:

    هناك مجموعة من الخصال والصفات التي بجب أن تتوفر في المعالج أو الطبيب النفسي، ونذكر منها:

    في نهاية المقال نتمنى أن نكون قد أوضحنا كثير من المعلومات المتعلقة بتخصص علم النفس فشاركنا في التعليقات بما تود إضافته أو بسؤالك.