رياضة تسلق الجبال … سحر الطبيعة من قمم الجبال العالية مدونة ميغا رول

رياضة تسلق الجبال … سحر الطبيعة من قمم الجبال العالية مدونة ميغا رول

متعة الوصول للقمة ليست مقتصرة على جانب من جوانب الحياة فهي تتعداها عند البعض لمحاولة الوصول إلى قمم الجبال وتجربة متعة رياضة تسلق الجبال لما فيها من مغامرة وإثارة وانتصار على تضاريس الطبيعة التي أبدعها الخالق.

رياضة تسلق الجبال وما فيها من روعة التحدي والمثابرة والقوة البدنية لتجاوز المخاطر التي تحيط بها لها الكثير من العشاق الذين يحلمون في الوصول إلى القمة، حيث هناك يقفون فوق عالم المدن والحضارة ويستمتعون بالنظر إلى عالم الطبيعة وما فيها من جمال رائع.

رياضة تسلق الجبال

رياضة تسلق الجبال أو ما يسمى بالإنجليزية (Mountaineering – Mountain climbing)‏ هي نشاط رياضي يقوم به بعض الأشخاص لمحاولة تحقيق الوصول إلى نقاط عالية في المناطق الجبلية، وذلك للاستمتاع بالتسلق فوق صخور الجبال العالية أو المنخفضة، وما فيها من تضاريس وظروف جوية تجعل منها رياضة ترتبط مع بعض المخاطر، مما يستدعي عند الرغبة في القيام بها تمتع الشخص بالقوة البدنية والقدرة على التحمل لأقصى حد في أصعب الظروف مع التدريب واتباع تعليمات المتخصصين والمدربين من أجل السلامة وخاصة للأشخاص المبتدئين لأنها تعتبر هواية خطرة.

وهي من الرياضات الجماعية التي يمكن القيام بها كنشاط اجتماعي في مجموعات لغزو قمة جبل من الجبال، مما يوفر للشخص المشارك روح المنافسة والتشارك وسط الظروف الخطرة التي تنتظره أثناء صعوده للقمة ومتعة المساعدة والمساندة.

تاريخ رياضة تسلق الجبال

كانت المحاولات المبكرة لصعود قمم الجبال مرتبطة بمهام علمية أو جغرافية أو روحية بعيدة جدًا عن الرياضة، فقد كانت عبارة عن المثابرة لصعود القمم الجبلية لبناء المذابح الخاصة بالرهبان هربًا من أعدائهم في الدين وللتعبد، أو كان تسلق الجبال لوضع أجهزة الأرصاد الجوية أو الجيولوجية، كما كان بعض العلماء يقومون بتسلق الجبال وفق رحلات ميدانية إلى بعض الجبال لإجراء ملاحظات علمية.

لكن تسلق الجبال تطور إلى رياضة بحلول منتصف القرن الثامن عشر، حيث أصبحت المحاولات لصعود الجبال وتسلقها كثيرة جدًا بدءًا من عام 1870 وكانت هناك تجارب كثيرة لبعض المتسلقين لقمم الجبال، والبحث عن طرق مختلفة للتسلق وتحدي الصعوبات، كما تطورت تقنيات تسلق الجبال للتعامل مع الصخور والجليد والطقس، وتم إنشاء فئة النخبة من المرشدين المحترفين.

ويعتبر المستكشف النيوزيلندي (Edmund Hillary) هو أول شخص وصل لقمة جبل إفرست في العالم (وهو أحد الجبال التي تتكوّن منها سلسلة جبال الهملايا)، وكان يرافقه النيبالي (تينسينغ نورغاي)، حيث في المحاولة الثانية استطاع مع مرافقه أن يتحدى الجبل ويصل إلى قمته، وتحمَّل صعوبة الارتفاع والبرودة الشديدة (الجليد)، وانخفاض الضغط، مع الانهيارات الثلجية التي كانت تحيط بهما وكان ذلك في التاسع والعشرين من شهر مايو لعام 1953.

وبين عامي (1947 – 1970) تطورت التقنيات المرتبطة برياضة تسلق الجبال وما فيها من مخاطر ومهارة وطرق التسلق والتي أصبحت في متناول أعداد أكبر من الناس. وبحلول نهاية القرن العشرين، حاول المتسلقون المبتدئون الذين اعتمدوا على المعدات والتكنولوجيا والأدلة بدلاً من القدرات الفردية القيام بتسلق قمم خطيرة. إلا أن النتائج كانت خسائر فادحة في الأرواح، مع وصول البعض الآخر للقمة بنجاح، وبعد هذا الوقت أصبحت هذه الرياضة منظمة بشكل أكبر ومعداتها أكثر تطورًا وكثر المدربين والمرشدين مما خفف بعضًا من المخاطر التي تعترض المتسلقين.

تقنيات رياضة تسلق الجبال

من الضروري لكل شخص يرغب في تجربة رياضة تسلق الجبال وما يشوبها من مغامرة ومخاطر أن يكون مؤهلاً في جميع المراحل الثلاث للرياضة والتي تتمثل في ثلاثة نقاط هي (المشي لمسافات طويلة وتسلق الصخور وتقنية تحدي الثلج والجليد) لأن كل مرحلة مختلفة عن الأخرى، إضافة إلى أن اجتيازها تختلف من متسلق لآخر:

التقنية الأولى: المشي لمسافات طويلة

تعتبر العنصر الأساسي في رياضة تسلق الجبال، والساعات الأكثر صعوبة في رياضة تسلق الجبال هي تلك التي يقضيها الرياضي في المشي لمسافات طويلة والتسلق ببطء، وبثبات ساعة بعد ساعة على مسارات الجبل أو منحدراته المنخفضة.

وتقنية المشي لمسافات طويلة في تسلق الجبال تشبه لحد كبير رياضة الهايكنج التي صارت تُمارس على نطاق واسع.

التقنية الثانية: تسلق الصخور

غالبًا ما يتم تعلم أساسيات تسلق الصخور على المنحدرات المحلية، حيث يتم إتقان العمل الجماعي لتسلق الجبال واستخدام الحبال والمتطلبات الأساسية المنسقة للتحكم كعوامل أمان وسلامة للمتسلق أثناء التحرك ببطء نحو أعلى الجبل.

التقنية الثالثة: تحدي اجتياز الثلوج والجليد

تعتبر الظروف المتغيرة باستمرار للثلوج والجليد على سفوح الجبال من الأخطار المهمة التي يواجهها متسلقو الجبال. لهذا يجب أن يكون لدى المتسلق معرفة وثيقة بظروف الطقس وتساقط الثلوج. كما يجب أن يكون قادر على اكتشاف الصدوع المخفية (والتي تكون مغطاة بالثلوج)، ولديه دراية بالانهيارات الجليدية المحتملة، إضافة إلى القدرة على اجتياز التركيزات الصعبة أو الخطيرة للثلج أو الجليد بأمان.

تقنيات أخرى لرياضة تسلق الجبال

إن تجربة رياضة تسلق الجبال ترتبط بعناصر أخرى تساعد في الوصول إلى القمة وهي:

ملاحظة

قد يكون التسلق على الجبل باستخدام التقنيات الإيقاعية السابقة بطيئًا أو سريعًا وذلك حسب صعوبة منحدر الجبل. لا يمكن إتقان هذا الإيقاع بسهولة، ولكن عندما يتحقق فهو علامة على أن المتسلق صار رائعًا وخبيرًا في هذه الرياضة المحفوفة بالمخاطر.

صعوبة رياضة تسلق الجبال ومخاطرها

رياضة تسلق الجبال محفوفة بالمخاطر ولا يجب الاستخفاف بهذه المخاطر مهما كانت القمة التي يختارها المتسلق سهلة كانت أو معتدلة. لأن المظاهر يمكن ان تكون خداعة:

المعدات الخاصة لرياضة تسلق الجبال

من متطلبات رياضة تسلق الجبال التي يستخدمها المتسلق:

الجو التنافسي لرياضة تسلق الجبال

يتسم النشاط المتعلق برياضة تسلق الجبال بأشكال تنافسية (رياضية) وترفيهية، على الرغم من عدم وجود الطابع الرسمي لهذا النشاط وعدم وجود مؤسسات له (لا توجد هيئات إدارية تتبع لها هذه الرياضة، ولا زي موحد، ولا قواعد رسمية، ولا حكام أو قضاة).  إلا أن تسلق الجبال عادة ما تأخذ المنافسة فيها أشكال متعددة مثل:

على العموم الغالبية العظمى من نشاط رياضة تسلق الجبال يعتبر ترفيهيًا، وينطوي على اتباع الطرق المحددة لقمة الجبل، والطرق التي يتم تسجيلها غالبًا في الكتيبات الإرشادية.

قبل أن تمارس رياضة تسلق الجبال

هناك بعض النصائح التي عليك الأخذ بها قبل أن تقوم برياضة المغامرة والإثارة ومنها:

من يمكنه ممارسة رياضة تسلق الجبال؟

رياضة تسلق الجبال تفتقر إلى القواعد الرسمية، ومن الناحية النظرية يمكن لأي شخص أن يتسلق جبلًا وأن يطلق على نفسه اسم متسلق الجبال. لكن من الناحية العملية ومن تعريف رياضة تسلق الجبال أنها من الرياضات التي تحتاج لمعرفة قوية حول الاستخدام الآمن والضروري للمهارات التقنية في التضاريس الجبلية وخاصة قدرات تسلق الصخور وتقنية التعامل مع الثلوج والجليد، لذلك إذا كان الشخص مبتدئًا وعديم الخبرة في طرق الجبال، فمن الحكمة أن تكون ممارسته لهذه الرياضة مع رفقاء أكثر خبرة أو مع مرشد متمرن. حيث يمكن أن يتعلم منهم ما يلزم ليكون آمنًا في الجبال حتى يتمكن من العودة يومًا آخر لمغامرة جديدة.

هل تسلق الجبال مسموح للأطفال؟

نتيجة المخاطر التي تحيط برياضة تسلق الجبال فهي غير مناسبة إطلاقًا لأن يمارسها الأطفال لأن أجسامهم لا تتناسب مع ما يحيط بهذه الرياضة من مخاطر، إلا أن بعض النوادي لديها بعض الأماكن التي أعدت خصيصًا للتسلق الذي يُناسب الأطفال ضمن قاعات كبيرة مع توفير الحماية والسلامة لهم مع مدربين ومتخصصين ليعيش الطفل متعة المغامرة والإثارة والنشاط.

هل تسلق الجبال تتطلب مهارة؟

تجذب الجبال المتسلقين الذين يحبون العالم الطبيعي ولديهم روح المغامرة. لكن الوصول إلى قمة الجبل ليس بالأمر السهل دائمًا، ولكن يبدو دائمًا أنه أمر يستحق العناء. ويستحق الجهد المبذول للوقوف على قمة عظيمة والنظر عبر العالم بعيون نسر محلق.

لذلك فإن تسلق الجبال تتطلب جهدًا بدنيًا وعقليًا، وتتطلب مهارات تقنية محددة، كما يحتاج المتسلق إلى أن يكون كفئ ومؤهل في تقنيات تسلق الصخور والجليد، والقدرة على فهم تقنية الثلوج، وتوقعات الطقس، وفوق كل شيء يجب أن يتمتع بالحكم السليم والفطرة السليمة ليس فقط للبقاء آمنًا ولكن للبقاء قيد الحياة.

هل تسلق الجبال مفيد؟

يوفر التسلق مجموعة فريدة من الفوائد الصحية الجسدية والعقلية. حيث يمكن أن يؤدي التسلق المنتظم إلى تحسين القدرة على التحمل بشكل عام. كما أنه يعمل على مجموعات عضلية متعددة في الجسم، سواء في الجزء العلوي أو السفلي من الجسم.

المراجع: