قواعد وآداب زيارة المريض في المنزل أو المشفى … مدونة ميغا رول

قواعد وآداب زيارة المريض في المنزل أو المشفى … مدونة ميغا رول

من أعظم الأعمال التي يجب أن يقوم بها الإنسان هي زيارة المريض، حيث نُظهر الاهتمام به في لحظة ضعفه ووحدته اللذان يلازمانه في فترة مرضه، فضلًا على كونها كنزًا من كنوز الأخلاق الواجب التحلي بها لجبر خاطر المريض ورفع قدرك وقيمتك عند الله.

فما نظرة الإسلام لزيارة المريض؟ وكيف يمكن أن تكون هذه الزيارة خفيفة وتترك أثرًا جيدًا عند المريض وعند من يخدمه؟ وبنفس الوقت تأخذ الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى فتعالوا معنا:

ما مدى أهمية زيارة المريض؟

من الواجب علينا عند سماع أن أحد الأهل أو الأصدقاء أو الأقرباء أصابه المرض أن نقوم بزيارته للاطمئنان عليه ومواساته، ويمكن أن تكون الزيارة لعدة مرات حسب درجة القرابة بين المريض ومن يزوره، وتختلف باختلاف المكان الذي يتواجد فيه المريض فقد يكون في المشفى لإجراء جراحة معينة، أو أنه متواجد في المشفى لمروره بأزمة ما، أو أنه موجود في منزله لإصابته بوعكة صحية ألزمته الفراش.

وهذا إنما يعمل على زيادة المحبة بين الأسر والأصدقاء والأقرباء بمشاركة بعضهم البعض في أيام المرض وفترة العلاج، وفيها جبر لخاطر المريض في فترة مرضه، وإعطائه شعورًا بانه محط اهتمام منا رغم ضعفه ووحدته وانكساره.

قواعد وآداب عامة عند زيارة المريض

الدعاء للمريض

من المستحب عند الدخول على المريض الدعاء له بالشفاء بأي من العبارات التي يمكن أن تكون مناسبة في هذه الحالة، كما يمكن أن تدعو له بأي من الأدعية المذكورة في القرآن أو السنة، عن أم سلمة أم المؤمنين (رضي الله عنها) عن رسول الله ﷺ أنه قال: “إذا حضرتم المريض، أو الميت فقولوا خيرًا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون”، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم والحديث صحيح.

الاستئذان قبل الذهاب إلى منزل المريض

قبل الذهاب لزيارة المريض عليك أن تسأل من يخدمه في إمكانية زيارتك له، فقد يكون الوقت غير مناسب لذلك لأي سبب من الأسباب.

تقديم المساعدة أو العون لأهل المريض

يمكنك أن تعرض على أهل المريض (وذلك بحسب درجة القرابة أو الصداقة) بعض الخدمات التي تستطيع أن تقدمها لهم، فقد يحتاجون لشيء يمكنك أن تساعدهم فيه (إحضار الدواء من الصيدلية، مساعدة من يخدم المريض في أخذ المريض إلى عيادة الطبيب، وغسل الأطباق، والقيام ببعض الأعمال المنزلية الأخرى بما في ذلك تغيير ملاءات السرير، إلخ)

كما يمكنك التحدث معهم خارج غرفة المريض للتخفيف عن حالتهم ومنحهم بعض الدعم والمساندة لتخطي الأزمة.

أحكام عامة لزيارة المريض

قواعد زيارة المريض أثناء الزيارة

احترام خصوصية المريض

قواعد زيارة المريض في المشفى

عند زيارة مريض في المشفى سواء كان لإجراء جراحة، أو لإصابته بمرض ألزمه المكوث في المشفى فترة معينة فيجب الالتزام بالأساسيات التالية:

قبل الذهاب لزيارة المريض في المشفى

قبل قيامك بزيارة المريض في المشفى عليك أن تتحقق من رغبة المريض ومن يخدمه بزيارتك، فربما يكون المريض في حالة غير جيدة تمنعه من رؤية أحد، كأن يكون لديه موعد لزيارة الطبيب أو لإجراء الاختبارات وغيرها من العلاجات، ففي بعض الأحيان قد لا يشعر بالراحة الكافية لاستقبال أي من الزوار.

التقيد باللوائح الخاصة بالزيارة في المشفى

قبل الدخول على المريض في المشفى

من الأفضل غسل اليدين بالماء والصابون وتعقيمها قبل الدخول على المريض وبعد الخروج من عنده، لتجنب نقل أي عدوى (مثل البكتيريا والجراثيم والفيروسات) إلى بيئة المستشفى أو المريض، حيث يكون المرضى في المشفى معرضين بشدة للعدوى.

القواعد المتعلقة بغرفة المريض

قواعد عامة عند زيارة المريض في المشفى

الأشخاص غير المسموح لهم زيارة المريض

بشكل عام هناك أشخاص لا يتوجب عليهم زيارة المريض أيًا كان سواء قريب أو بعيد، وهذا من أجل الحفاظ على صحتهم:

زيارة المريض في الإسلام

لقد وردت أحاديث كثيرة عن الرسول ﷺ في زيارة المريض، حث فيها على القيام بهذا العمل العظيم، وأن من يفعله له أجر وثواب، لذلك فإن زيارة المريض تعتبر سنّة، وهي حقٌّ من حقوق المسلم على أخيه المسلم حتى يشعر المريض بأن جميع من يعرفهم يهتمون به، ليتجاوز هذه الفترة الصعبة:

جاء في حديث علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) عن النبي ﷺ أنه قال: “للمسلمِ على المسلمِ ستٌّ بالمعروفِ، يسلِّمُ عليهِ إذا لقيَه، ويجيبُه إذا دعاهُ، ويشمِّتُه إذا عطسَ، ويعودُه إذا مرضَ، ويتبِّعُ جنازتَه إذا ماتَ، ويحبُّ لَه ما يحبُّ لنفسِه”، المحدث: ابن حجر العسقلاني وحكم الحديث أنه حسن.

عن معاذ بن جبل (رضي الله عنه) قال: قال النبي ﷺ: ” من جاهد في سبيلِ اللهِ كان ضامنًا على اللهِ، ومن عاد مريضًا كان ضامنًا على اللهِ، إلى آخر الحديث”، المحدث: الألباني، المصدر: الترغيب والترهيب، والحديث صحيح، ففي هذا الحديث عدد الرسول ﷺ الأعمال الصالحة وأبواب الخير وبيّن أجرها وثوابها بأنها ضمان من الله عزّ وجلّ للعبد بأن يأخذ الأجر عند فعلها والالتزام بها ومن بينها زيارة المريض.

عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال، أن النبي ﷺ قال: “ما من رجلٍ يَعودُ مرِيضًا مُمْسِيًا، إلَّا خَرجَ مَعهُ سبعونَ ألْفَ ملَكٍ يَستغفِرونَ لهُ حتى يُصبِحَ، ومَنْ أتاهُ مُصبِحًا خرجَ مَعهُ سَبعونَ ألْفَ ملَكٍ، يَستغفِرونَ لهُ حتى يُمسِيَ”. المحدث: الألباني والمصدر: صحيح الجامع، والحديث صحيح.

وفي الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة (رضي الله عنه) عن النبي ﷺ أن الله عزّ وجلّ يتكلم بالنيابة عن المريض (وكأن الله هو المريض جلّ في عُلاه)، قال الرسول ﷺ عن ربّ العزّة سبحانه وتعالى: ” إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يقولُ يَومَ القِيامَةِ: يا ابْنَ آدَمَ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قالَ: يا رَبِّ، كيفَ أعُودُكَ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ؟! قالَ: أَمَا عَلِمْتَ أنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ؟ أمَا عَلِمْتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ …. إلى آخر الحديث”، المحدث: مسلم والمصدر: صحيح مسلم والحديث صحيح، ففي هذا الحديث يُعرّف سبحانه وتعالى بعظيم ثواب زيارة المريض، ويخاطب عباده بوجوب القيام به ليأخذوا الثواب والكرامة منه عزّ وجلّ.

وقد أمرنا الإسلام بعدة أمور عند زيارة المريض

الأشياء الممنوع جلبها عند زيارة المريض في المشفى

المراجع