الإعجاز العلمي في القرآن – الإعجاز الكوني، مدونة ميغا رول

الإعجاز العلمي في القرآن – الإعجاز الكوني، مدونة ميغا رول

يقول الله في كتابه العزيز بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم “وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)”

تبين هذه الآيات أن الله سبحانه وتعالى خلق الكون والإنسان وأودع فيهما المعجزات، منها ما ظهر وأكثرها مازال خفي عن الإنسان، ويأتي العلم ليكتشف في كل يوم حقيقة علمية أشار إليها القرآن الكريم منذ آلاف السنين، لتبقى معجزة القرآن معجزة أبدية، تصلح لكل زمان ومكان.

ولكن وقبل الغوص في بحار الإعجاز القرآني أو الإعجاز العلمي في القرآن لابد لنا من الإشارة إلى معنى الإعجاز، فما هو الإعجاز بداية؟

تعريف الإعجاز

تعريف العلماء للمعجزة:

المعجزة لغةً: هي إثبات العجز والضعف.

أمّا اصطلاحًا: فهي أمر خارق للعادة، مقرون بالتحدي، سالم من المعارضة.

وتأتي المعجزة على شكلين: إما حسية أو عقلية.

وقد عرّف العلماء الإعجاز بقولهم: إثبات عجز العرب وغيرهم عن الإتيان بمثل القرآن من كل وجوه الإعجاز سواء أكانت بيانية أم إخبار بالغيبيات أم غير ذلك.

الهدف من استخراج الإعجاز القرآني أو الإعجاز العلمي في القرآن

مثال على الإعجاز العلمي في القرآن: الحكمة من تحريم أكل الميتة

حرم الإسلام أكل الميتة في الآية التالية: قال الله تعالى: ((إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) [البقرة:173]

ثمّ جاء العلم بعد ذلك وأثبت ذلك، وبين أن ما يموت من شيخوخة أو مرض يكون موته بسبب مواد ضارة، هذه المواد تلحق الأذى بمن يأكل هذا اللحم.

أنواع الإعجاز في القرآن الكريم

تتعدد أوجه إعجاز القرآن الكريم ومنها:

أقسام الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

الإعجاز الكوني

وهو ما ذكر من حقائق علمية تتعلق بالكون في القرآن قبل أن يتم اكتشافها في العلم الحديث، وأمثلة الإعجاز العلمي الكوني كثيرة نذكر منها:

قال تعالى: (وَالسَّمَاْءَ بَنَيْنَاْهَاْ بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوْسِعُوْنَ) الذاريات 47

كانت النظرة العلميَّة الوحيدة السائدة أن الكون له طبيعة ثابتة، لكن في بداية القرن العشرين أثبت عالم الفيزياء والفلك البلجيكي (جورج لوميتر) بأن الكون بما فيه من نجوم ومجرات في حركة دائمة.

وهذا يعني أنَّ الكون الذي يتحرَّك فيه كل شيء بشكل دائم بعيدًا عن بعضه البعض هو كَوْنٌ متمدِّد بشكل دائم، ويتسع باستمرار، وهذا ما أشار إليه القرآن منذ ألف وأربعمائة سنة مضت.

فمن أوحى لهذا النبي الأمي بهذه الحقيقة العلمية؟ وكيف توصل إليها رغم فقر زمانهم بالمعدات اللازمة للبحث العلمي؟ وهذا يؤكد أنه وحي إلهي نزل على سيد المرسلين نبينا محمد صلّى الله عليه وسلم.

قال تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِيْ لِمُسْتَقَرٍّ لَهَاْ ذَلِكَ تَقْدِيْرٌ الْعَزِيْزِ الْعَلِيْمِ) يس 38

وردت هذه الحقيقة العلمية على لسان نبينا المرسل محمد صلّى الله عليه وسلم، ثمّ جاء العلم الحديث وأكد هذه الحقيقة عندما تبين للعلماء بعد سنين من البحث والملاحظة والمراقبة أن الشمس تسير بسرعة (43200) ميل في الساعة، في حين أنها تبدو ثابتة للعين المجردة بسبب بعد المسافة بين الأرض والشمس والتي تبلغ (92) مليون ميل.

قال تعالى: (وَجَعَلْنَاْ السَّمَاْءَ سَقْفَاً مَحْفُوْظَاً) الأنبياء 32

توصل العلم الحديث إلى أن الغلاف الجوي المحيط بالأرض هو بمثابة حماية للأرض يحميها من أشعة الشمس الضارة ومن النيازك، كيف ذلك؟

لاحظ العلماء أن النيزك المدمَّر يهبط بسرعة قدرت بحوالي 150 ميل في الثانية، فيرتطم بالغلاف الجوي المحيط بالأرض، وهذا ما يؤدي إلى احتراقه بمجرد ملامسته للغلاف الجوي، فيبدو لنا وكأنه كتلة مضيئة تهبط بسرعة وتختفي.

يقول الله في كتابه العزيز: “وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنْ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ” (سورة الحجر)

وهذا ما حصل في العصر الحديث، عندما انطلقت أول مركبة فضائية باتجاه القمر وقطعت خمسة وستين ألف كيلو متر هي طبقة الهواء، صاح رائد الفضاء أصبحنا عميانًا.

وسبب فقدانهم للرؤية هو ظاهرة فيزيائية تسمى ظاهرة (انتثار الضوء)، ففي طبقات الهواء تعكس ذرات الهواء أشعة الشمس على ذرات أخرى لم تصل إليها أشعة الشمس فنرى كل ما حولنا، وعندما خرج رواد الفضاء خارج هذه الطبقات أصبح الظلام حالكًا بسبب انعدام هذه الظاهرة.

فكيف يأتي القرآن بهذه الحقيقة العلمية لو لم يكن كتاب معجز؟ هذه صورة من صور الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.

الإعجاز الطبي

الإعجاز الطبي من أكثر ما أبهر العالم وأراهم الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بأوضح صورة، وهذه أمثلة عنه:

قال تعالى في كتابه العزيز: (يَخْلُقُكُمْ فِيْ بُطُوْنِ أُمَّهَاْتِكُمْ خَلْقَاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِيْ ظُلُمَاْتٍ ثَلاْثٍ) (الزمر 6)

بيّن العلم الحديث أن الجنين في بطن أمه محاط بأغشية ملتصقة، وهذه الأغشية هي غشاء بطانة الرحم والغشاء المشيمي والغشاء السلي وهي التي أشارت إليها الآية بأنها أول الظلمات المحيطة بالجنين.

أما ثاني هذه الظلمات فهي ظلمة جدار الرحم، والظلمة الثالثة هي ظلمة جدار البطن.

وبذلك يأتي العلم مصدقًا لقول رب العزة والجلال (في ظلمات ثلاث) فسبحان الله رب العرش العظيم.

قال تعالى في محكم التنزيل: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاْ الإِنْسَاْنَ مِنْ سُلاْلَةٍ مِنْ طِيْنٍ*ثُمَّ جَعَلْنَاْهُ نُطْفَةً فِيْ قَرَاْرٍ مَكِيْنٍ*ثُمَّ خَلَقْنا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَاْ الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَاْ الْمُضْغَةَ عِظَاْمَاً فَكَسَوْنَاْ الْعِظَاْمَ لَحْمَاً ثُمَّ أَنْشَأْنَاْهُ خَلْقَاً آخَرَ فَتَبَاْرَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَاْلِقِيْنَ) (المؤمنون 11-13)

تبيّن هذه الآيات مراحل خلق الإنسان، التي مكث العلم سنينًا طوالًا حتى وصل إليها، فمن الذي أخبر رسول الله صلّى الله عليه وسلم بهذه المراحل إلا الوحي الإلهي.

وقد أُلقيت هذه الآيات العظيمة في مؤتمر الإعجاز الطبي السابع للقرآن الكريم عام 1982، ولما سمع العالم التايلاندي (تاجاس) المتخصص بعلم الأجنة تلك الآيات أعلن إسلامه على الفور.

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)

جاء الإسلام بفريضة الصيام، وجعله بنظام معين، حيث يقوم المسلم بالامتناع عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، لمدة شهر كامل، مرة واحدة في السنة، وهذا النظام يصلح لكل البشر، ويتناسب مع طبيعة الجسم البشري.

والآن وبعد مضي ألف وأربعمائة سنة يأتي العلم الحديث ليثبت الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ويكتشف أهمية ما يسمى بالصوم الطبي (التجويع) وهو مشابه لفريضة الصوم، إلا أنه يعني الامتناع عن الطعام فقط لمدة شهور أو أسابيع تحت مراقبة طبية شديدة، دون الحصول على الفائدة التي يحصل عليها المسلم أثناء فترة الصوم، وقد تبين أن للصيام فوائد طبية جمة منها:

الإعجاز العددي

الإعجاز العددي من أشكال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم التي لا يعرفها إلا القليل، ومضمونه أخذ بعض التكرارات والأرقام وأماكن الجمل أو الآيات والخروج بعملية حسابية معينة.

فنقوم بالمعادلتين التاليتين:

وقد أثبت العلم الحديث أن المحيط المائي يشكل 71,111111111 % من حجم الكرة الأرضية، وأن المحيط اليابس يشكل 28,88888889 % فهل هذا كله محض صدفة!!!! أم أنه وحي من لدن عليم خبير.

وكل ما رأيناه من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم لا يمكن – بل يستحيل – أن ينسب إلى بشر، في زمن كان الجهل والتخلف مسيطر فيه على الناس.

ولكن يجدر بنا الإشارة إلى أن وجود هذه المعجزات يجب ألا يلهينا عن فعل العبادات بهدف تعبدي أولًا، فإن أطلعنا الله على الحكمة من فعل تعاليم الإسلام أم لم يطلعنا ينبغي أن نتسمك بهذه التعاليم ونلتزم بها التزامًا مطلقًا لا يشوبه أي اعتراض.