نبذة مختصرة عن المسيح الدجال بشكل مبسط على صفحات موقع مجلتك – يتساءل كثير من الناس عن قصة المسيح الدجال الحقيقية، وكيف سيخرج؟ وما هو شكله ومواصفاته؟ وهل سينجو الناس من فتنته؟ – كل تلك التساؤلات تدور في أذهان الكثير، وسنحاول قدر الإمكان أن نقدم وصفًا للمسيح الدجال، كما ذكر في القرآن الكريم وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
يعد خروج المسيح الدجال من علامات الساعة الكبرى، التي تنذر باقتراب يوم القيامة، ولا يعرف أحد الموعد الحقيقي لقيام الساعة سوى الله عز وجل، أما العلامات الصغرى فقد ظهر منها الكثير كانشقاق القمر، وتفشى شهادة الزور، وظهور الكاسيات العاريات، وانحلال أخلاق الكثير من الناس إلا من رحم ربي.
من هو المسيح الدجال ولماذا سمى بذلك؟
المسيح الدجال هو ذلك الرجل الكذاب الذي يضل الناس ويخدعهم، ليصدهم عن سبيل الله ويجعلهم يكفرون بالله ويتبعونه. وأيضا سمى المسيح بذلك لأنه بعين واحدة، فالأخرى ممسوحة، وقالت المصادر أنه سمى بذلك لأنه سيمسح الأرض أي يجولها ويدور فيها لمدة 40 يومًا متصلين.
وبعكس المسيح الدجال، يسمى سيدنا عيسى عليه السلام بالمسيح الذي وهبه الله معجزة إحياء الموتى بإذنه. أما كلمة الدجال فمعناها اللغوي الضلال واللبس والكذب؛ فالمسيح الدجال يقوم بتضليل الناس وخداعهم، بنزول المطر وجعل النبات حيًا بعد الموت.
صفات المسيح الدجال
وصف لنا النبي صلى الله عليه وسلم صفات وشكل المسيح الدجال حتى نعرفه، عندما يخرج فلا ينخدع المؤمنون به، ولا يصيبهم كذبه وضلاله بالكفر، ذكرت الأحاديث أنه قصير القامة، ذو شعر مجعد غزير، وله عين واحدة يسرى بينما العين اليمنى ممسوحة.
وله ساقين منفرجتين، ويمشي بطريقة غريبة، أما عن لون بشرته فهو أبيض مختلط باحمرار، ذو ظهر منحني مقوس، وجبهة عريضة مميزة.
له شكل شيطاني قبيح وعينه اليسرى الوحيدة لها لون أخضر، يظهر من بعيد، هي جاحظة للأمام تتدلى على وجهه، ولا يغطيها حاجب فتجعل شكله بشعًا.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف “ألا وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل مؤمن”.
سيرى المؤمنون بإذن الله كلمة كافر مكتوبة على جبين المسيح الدجال، سواء كانوا متعلمين أو أميين، فقدرة الله تسع كل شيء، بينما ضعفاء الإيمان والمشركون الذين سيتبعونه ويفتنون بفتنته، لن يروا كلمة كافر حيث أعماهم الضلال والكفر عنها.
وقد أعطى الله سبحانه وتعالى للمسيح الدجال مجموعة من القدرات غير طبيعية، ليختبر بها المؤمنين ويثبت إيمانهم بالله، فمن يتجنب المسيح الدجال ولا يصدقه ويقول آمنت بالله سيدخله الله الجنة، ومن يصدقه ويؤمن بادعائه للإلوهية؛ فهو من الكافرين وسيحشره الله معه في النار.
خروج المسيح الدجال وإدعائه الإلوهية
سأل الصحابة رضوان الله عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن المدة التي سيمكث فيها الدجال يسعي في الأرض فسادًا، فأجابهم بأنه سيمكث أربعين ليلة منها ليلة كسنة من أيامنا هذه، وهو سريع الخطي في الأرض يجوب كل بقاع العالم، ما عدا مكة والمدينة المنورة التي يحميها الله بحراسة الملائكة.
تساءل المسلمون ماذا يفعلون إذا خرج عليهم المسيح الدجال، وهم أحياء فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يفروا إلى الجبال والصحاري، فإذا خرج على المسلمين يقومون بقراءة آيات من سورة الكهف.
فتنة المسيح الدجال تكمن في قدرته على إنبات الأرض، وإنزال المطر وجعل الإبل والبقر ضخمة وصحية بدون أمراض، ثم يقوم بادعاء الإلوهية وأنه هو رب الكون وخالقه، مما يزعزع إيمان العديد من الناس إلا قلة من المؤمنين.
وذكر النبي صلوات الله عليه وسلم أن المسيح يخرج على الناس وفي إحدى يديه ماء، وفي الأخرى نار ليضلل الناس، فالماء الذي يرونه هو نار، بينما النار التي يرونها هي ماء بارد.
الدجال والرجل المؤمن
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة أنه سيخرج من الناس رجل مؤمن صالح، يقوم ليقتل الدجال ويصيح في الناس أن الدجال ليس إلها، وليس خالق الكون كما يدعي وإنما هو رجل مخادع كذاب.
يتجمع أتباع المسيح الدجال حول ذلك الرجل ويقومون بربطه وتقييده ويذهبون به إلى المسيح الدجال، كما أمرهم، وبمجرد أن يرى المؤمن المسيح الدجال يصيح في أتباعه بأنه المسيح الدجال الذي أخبرهم به الرسول صلى الله عليه وسلم.
يشتد غضب المسيح الدجال عند سماع ذلك ويأمر أتباعه ومؤيديه بإيذاء ذلك المؤمن الصالح حتى يؤمن بإلوهيته ويكفر بالله تعالى، فيبدأ رجال المسيح الدجال بضرب الرجل ضربًا مبرحًا على جسده، ولكن المؤمن ما زال متمسكا برأيه، لا يزيده ذلك الضرب سوى إيمانا بالله.
وحينما لا يجد المسيح الدجال فائدة من ذلك الرجل المؤمن، يأتي بمنشار يقوم بشق الرجل إلى نصفين بالطول، ويقوم بفصلهما والمرور بينهما؛ ليثبت للناس حوله أنه إله، وأنه يملك المعجزات.
ثم بكلمة من المسيح الدجال يعود النصفان إلى بعضهما البعض، ويعود الرجل سليمًا كما كان، لينظر له المسيح الدجال ضاحكًا متباهيًا، كأنما أثبت للناس أنه على حق، فإذا بالرجل المؤمن يصيح في وجهه، بأنه الفتنة التي أخبرنا بها الله تعالي في قرآنه.
يحاول الدجال قتل الرجل المؤمن فما يستطيع حيث منعه الله سبحانه وتعالى من قتله وجعل رقبته كمعدن النحاس، فلا يجد المسيح الدجال طريقة ليتخلص بها من ذلك الرجل، سوى أن يلقيه في النار لتخلد روحه إلى الله سبحانه وتعالى، ليجازيه على إيمانه بالجنات.
المسيح الدجال والمهدي
في آخر الزمان سيجعل الله نصرة الإسلام على يد المهدي المتظر الذي يطهر الأرض من الظلم والطغيان، ويقم بنشر السلام والعدل في الأنحاء، وينشر في روما الإسلام ويطهرها من الكفار.
فيأتي المسيح الدجال ليحاصر المهدي في القدس، أملًا أن يقوم بقتله؛ ليستولى على القدس ويجعلها عاصمة له ولليهود أتباعه.
فيبعث الله سيدنا عيسى الذي ينزل على جناح طائر كبير، وينزل أولًا في دمشق عند منطقة المنارة البيضاء، ثم يذهب إلى القدس ليقوم باستلام السلطة من المهدي، ويكمل الجهاد ليحرر البلاد من المسيح الدجال وظلمه وطغيانه.
وأخيرا يطارد المسيح عليه السلام المسيح الدجال في البلاد، حتى يفر من القدس إلى بلد اللد في فلسطين، ولا يتركه سيدنا المسيح حتى يطعنه بسن الرمح، فيقتله في الحال وتتطهر بلاد المسلمين من فتنة المسيح الدجال.
شاهد هذا الفيديو للشيخ محمد العريفي عن قصة المسيح الدجال