مهارات التواصل: أنواعها، أساليب تطويرها وأخطاء

مهارات التواصل: أنواعها، أساليب تطويرها وأخطاء
(اخر تعديل 2023-07-31 17:03:52 )

نتواصل مع كل من حولنا مع الطبيعة ومع الهواء ومع السماء ومع أصواتنا الداخلية وقلوبنا وخواطرنا، لكن يبقى الأهم هو التواصل مع الآخرين، الأمر الذي يتطلب مهارات التواصل واتباع الطرق الصحيحة في التعامل وكأنه مجموعة من القواعد التي تضمن حياة اجتماعية سليمة.

كيف تتواصل وتخبر من حولك بما تريد؟ ما هي مهارات التواصل الأهم والتي تعطي نتائج فعالة؟ كيف تبني الكاريزما الخاصة من خلال لغتك اللفظية والجسدية؟ كل ذلك وأكثر يمكنك معرفته من خلال متابعة هذا المقال، بحيث ستنهيه بعد الحصول على معلومات ستغير طريقتك بشكل كامل إن كانت خاطئة، وستحسن حياتك.

1 – مهارات التواصل اللفظية

نعتمد على اللغة بشكل شبه كامل في التواصل وإيصال الأفكار والمعلومات، لكن ما لا نهتم به هو دور العقل الباطن وكيف سيكون وقع الكلمات عليه، وبأن هناك عبارات خاصة تؤثر عليه بشكل إيجابي وأخرى بشكل سلبي.

مهارات التواصل اللفظية

إلقاء التحية من القلب

إن إلقاء التحية من أهم الأشياء التي تقرب بين الناس، وتخلق المودة في القلوب، وتعطي شعور بالراحة، لكن الأهم من التحية بحد ذاتها، هو أن تكون نابعة من القلب، صادقة ودافئة، فللعقل الباطن قدرة عالية على تمييز الصدق من التصنع، وهذا التصنع في حال كان موجود فأنت حكمت على علاقتك بالآخرين بالفشل.

فعليك من الآن إلقاء تحية صادقة ودودة تخرج نغمة الحب فيها مع الحروف، وعلاوة على ذلك عليك بناء الكاريزما الخاصة بك بالتحية على الجميع دون استثناء، ودون تجاهل أي شخص أو تمييز أحد على حساب أحد.

استخدام أحب الأسماء

إن أحب الأسماء هو اسم الشخص، فلا يمكن أن يكون لأي كلمة أخرى أو عبارة أو وصف التأثير نفسه، فالاسم يمثل الشخص، على عكس الصفات التي يمكن أن تمثل أي شخص، وفي حال كنت تعاني من الخجل اتجاه ذكر أسماء من تتحدث إليهم فعليك التدرب على هذا الأمر، فهو من أهم الأشياء التي تبني لك الشخصية المحببة عند الجميع، فمن الجيد أن يشعر الآخرين باهتمامك بهم لدرجة تجعلك تتذكر الأسماء.

أما في حال كنت تعاني من مشكلة نسيان الأسماء فيمكنك التغلب على هذا الأمر من خلال تخيل الشخص الذي أخبرك باسمه أو عرفت به توًا، مع شخص أخر تعرفه تمام المعرفة، فهذا من شأنه أن يشكل رابط يساعدك في الوصول إلى الاسم في كل مرة تقابل فيها صاحبه، فمثلًا: قابلت شخص لأول مرة يدعى “أحمد” وشقيقك على سبيل المثال له الاسم ذاته، فعليك تخيل أن “أحمد” وأحمد” معًا يتحدثان.

المديح الصحيح

كل شخص منا يحب أن يسمع عبارات المديح، لكن ليس كل المديح مديحًا، فكلمة مديح بغير موضعها ستجعل منك شخص عادي، أو صاحب شخصية غير صادقة، أو مجامل من الدرجة الأولى، وكلها صفات تنتقص من الكاريزما الخاصة بك، أما المديح في موضعه فهو سيرفع من شأنك لدى من تمدح.

والوصفة السرية في المديح هي أن يكون بشكل موضوعي غير مبالغ فيه، بالإضافة إلى أن يكون مديح مميز، فعلى سبيل المثال: لديك صديق يكتب الشعر، والجميع يمدحه بأن شعره رائع وجميل (المديح العادي)، أما أنت فيجب أن تكون مختلف، فجرب مديح كيفية ظهور روحه في الشعر، وأن له طريقة خاصة في ذلك، أي عليك مدحه بشيء لا ينتبه إليه الآخرين (المدح المميز).

متابعة الحديث وخلق أخر

تمامًا كما أنت تحب وجود شخص يستمع إليك ويتابعك في حديثه، وتحتاج إلى تلك المتابعة وبدون تقديم أي نصيحة أو حل، الجميع يحب هذا، لكن للأسف القليل فقط من يملكون مهارة الاستماع، فالجميع يريد أن يتحدث ويتكلم، وينزعج من عدم وجود من يسمعه!

والطريقة الصحيحة هي من خلال الاستماع بشكل كلي للشخص، مع ذكر بعض الكلمات والإيماءات التي تثبت متابعتك للحديث، بالإضافة إلى التأثر بذكر عبارات الفرح أو الحزن كلٌ في موضعها. أما عن خلق الأحاديث فهي لقتل أي مساحة من الفراغ في الاجتماعات، والطريقة من خلال فتح باب لموضوع جديد من كل موضوع، وسؤال جديد من كل حديث، بشكل متقن غير مبالغ فيه.

2 – مهارات التواصل الغير لفظية

مهارات التواصل الغير لفظية

تلعب لغة الجسد دورًا كبيرًا في التعامل مع الآخرين، لذا هي من أهم مهارات التواصل مع الجميع، فبعضها يودي بشخصيتك القوية إلى أن تبدو ضعيفة، وبعضها يزيد من شأنك ويرفعك سريعًا.

الثقة في النفس

توجد بعض الأسرار التي تعتمد على لغة الجسد والتي تعمل على إظهار قوة الشخصية والثقة في النفس حتى ولو لم تكن موجودة أو حتى لو كنت شخص خجول بطبعه، لكن من خلال ممارستها والتدرب عليها ستنتقل بشخصيتك إلى الأفضل، وأساسها هو:

التصرف كما لو كنت في المنزل

عند تواجدك في المنزل من المؤكد أنك لا تجلس بشكل مقيد، وتشبك يديك وقدميك، وتضع الحقيبة على الأرض بجانبك، وباقي أغراضك تبقى بيدك، على العكس أن تتصرف بكل راحة غير مهتم لكل هذا، وهذا بالضبط ما عليك القيام به، ما عليك هو توزيع الأشياء الخاصة بك على الطاولة، حاول أن تأخذ حيز ومكان لك يثبت وجودك.

فمثلًا: عندما تدخل إلى القاعة في الجامعة أو المدرسة ضع الحقيبة والأقلام والكتاب على الطاولة أمامك لا تبقيها معك في يديك. أو في حال كنت في حفل وجلس على طاولة بشكل مؤقت تلقي التحية، ضع ما بيدك عليها حتى ولو لدقائق.

فن الحركة

وهنا تكون أهم طرق إثبات الثقة في النفس وذلك من خلال النقاط البسيطة التالية:

  • جعل جسدك موازي للشخص المقابل، أي في حال كان جالس فلتجلس، ولتقف إذا كانت المجموعة واقفة وأنت الجالس الوحيد.
  • عدم ضم اليدين، بل فردهما وشد الظهر وتوسيع منطقة الصدر.
  • القيام بأي حركة على نحو هادئ وواثق، كالمشي أو رفع الأشياء، أو وضعها.

التواصل مع أشخاص جدد

للقاء الأول أهمية بالغة في تكوين شخصيتك لدى الآخرين، وبناء فكرة تخصك عندهم، وهذا ما يؤثر كثيرًا ويحكم استمرار علاقة جديدة أو نهايتها قبل البداية، ويمكن ضمان الحصول على لقاء أول جيد من خلال الخطوات التالية:

  • السير بهدوء باتجاه الشخص الذي ستتعرف إليه، وعلى خطواتك أن تكون واثقة وواضحة، وبهدف مباشر، مع ظهر مشدود.
  • الابتسامة، ليس من المنطقي أن تبدأ الحديث مع عقد الحاجبين، فالابتسامة تملك أثر سحري على الشخص المقابل لك، وعلى هذه الابتسامة أن تكون دافئة رقيقة.
  • إلقاء التحية والتعريف بالنفس وذكر اسمك بشكل واضح، والسر هنا بأن أقول وأعرف عن نفسي بـ: “أنا فاطمة” وليس أن أقول “أنا اسمي فاطمة” فالاسم يخصني أنا وشخصيتي.
  • السؤال عن الشخص المقابل وعن اسمه ومحاولة حفظ الاسم واستخدامه كأول كلمة في أول جملة ستخبره إياها.
  • بدأ الحديث أو طرح الأسئلة والاستفسار عن الرأي، بالإضافة إلى مهارة الاستماع وخلق حديث جديد من بين الأحاديث.

3 – مهارات التعامل مع الآخرين

مهارات التعامل مع الآخرين

ليس دائمًا عليك أن تتعامل مع الآخرين بما يرضيهم، ففي بعض الأحيان يجب القيام بما يرضيك أنت، لكن بشكل أنيق وبكل احترام وتقدير، وهذا يمكن ضمانه من خلال مهارات التواصل والتعامل التالية، والتي تخص أكثر 3 شخصيات إزعاجًا نقابلها دائمًا:

التعامل مع الناقد الدائم

يرى الناقد الدائم في نقده طريقة لإثبات ذاته من خلال التقليل من شأن الشخص المقابل وليس من خلال العمل على الرفع من شأنه هو، وهو دائمًا ما يعمد إلى نقد شخص معين شعر بأنه يتقبل النقد، لذا تكون الطريقة الصحيحة للتعامل معه من خلال إيقافه من المرة الأولى التي يعمد إلى النقد فيها، وذلك بالخطوات التالية:

1 – لغة الجسد

فور تفوه الناقد بتعليقه (حتى ولو لم يكن موجه إليك، بل لشخص يهمك أمره)، عليك الاقتراب بجسدك المشدود من دائرته الشخصية، وتخطي بذلك محيط أمانه، مع اعتماد الملامح الباردة التي لا تظهر أي ردة فعل (لا ابتسامة ولا غضب)، فذلك كفيل بإرباكه وجعله في حيرة من أمره، بهذا يحين وقت الخطوة التالية.

2 – دفعه لنقد نفسه

عندما يبدأ بالخوف والحيرة من لغة جسدك وملامحك الباردة، عليك سؤاله بشكل مباشر عن سبب فعل الشخص الذي تم نقده لهذا الفعل، مع أهمية استخدام العبارة نفسها التي ذكرها هو، وهنا ما سيفعله هو نقد نفسه ونفيه لما قاله.

مثال

في حال كان الشخص الناقد يعلق على قبعة لصديقك الغير موجود معكم، ويقول: “إن قبعته مضحكة كيف يمكن له أن يرتديها؟ أو كيف يمكن لك أن تتخذ منه صديق لك؟”، ما ستفعله أنت هو الاقتراب منه بثقة، ومع ملامح محيرة دون ردة فعل، ومن ثم سؤاله بعبارته ذاتها: “هل تعتقد أنه يقصد ارتداء القبعة المضحكة ليبدو مضحك أو لأنه لا يعرف ماذا يفعل، أو لأنه غبي؟” ما سيكون رده هو: “لا أنا لا أقصد ذلك”، وهنا يكون قد نفى ما تقدم به.

التعامل مع كثير الكلام

الشخص الثرثار الذي يتحدث كثيرًا ويأخذ من وقتنا كم كبير كان يمكن خلاله إنهاء الكثير من المهام، وكل ذلك الكلام يكون بدون أي فائدة فحديثه يلتف حول نفس الأحداث ونفس الأفكار، أو الشخص الكبير في السن، الذي يتميز بكثر الكلام، وبأنه على استعداد ليحكي لك سيرة حياته لمجرد سؤال بسيط قمت بطرحه عليه، وهنا لا يمكنك رفض الحديث بشكل قاسي، لكن السر التالي يخلصك منه وبشكل لطيف.

عليك في مثل هذه الحالة إعادة أخر جملة قالها المتحدث، ومن ثم إعادة السؤال الأساسي للوصول إلى لب الموضوع، فعلى سبيل المثال: في حال كنت قد سألت كبير في السن عن صحته، وتحث كثيرًا دون الوصول إلى أساس الموضوع ما عليك هو قول: “كنت تخبرني عن (ما قاله)، وماذا عن صحتك؟”، هنا سيستيقظ ويجيبك عن السؤال بشكل مباشر.

التعامل مع فارض الرأي

نحتاج إلى شخص يستمع إلينا، يتابع الحديث، وفي أحيان كثيرة قد نطلب النصيحة، لكن عندما يصل الأمر إلى فرض الرأي بشكل نصيحة كان أو نقد، فهذا أمر مزعج للغاية، يدفع للشعور بالغضب، وطريقة التعامل الصحيحة من خلال دفعه للسكوت وعدم المتابعة أو محاولة إعادة الأمر مرة ثانية وذلك من خلال عبارة “يمكن أن يكون ما تقوله صحيح لكن!” وتكمل أنت العبارة بما يناسب.

وعلى سبيل المثال: أنت وصديقك فارض الرأي تتحدثان عن المهام في العمل، وهو اقترح عليك العمل لساعات إضافية رغم معرفته بأنك متعب، فعليك هنا أن تقول: “يمكن أن يكون ما تقوله صحيح لكنني متعب ولا أحتاج إلى ساعات إضافية”، هنا سيقتنع بفكرتك ويتوقف.

هذه كانت أهم مهارات التواصل الاجتماعي وطرق التعامل مع الآخرين بالطريقة الصحيحة، والتي تتميز بالبساطة إلى جانب أهميتها بالنسبة لك، وضرورة اعتمادها.