مارك زوكربيرغ … صاحب الرؤية وراء صعود فيسبوك

مارك زوكربيرغ … صاحب الرؤية وراء صعود فيسبوك
(اخر تعديل 2023-09-06 19:45:57 )

تعالوا لنتعرف على معلومات عن مارك زوكربيرغ مؤسس الفيسبوك أشهر موقع تواصل اجتماعي والذي يربط الملايين من البشر عبر مختلف أنحاء العالم.

مارك زوكربيرغ مؤسس الفيسبوك

قصة حياة مارك زوكربيرغ مؤسس الفيسبوك

بدأت قصة مارك زوكربيرغ مؤسس الفيسبوك على ضفاف نهر هادسن على بعد ساعة من مدينة نيويورك الأمريكية، في بلدة دوبس فيري التي تضم 10 ألاف نسمة ولد مارك زوكربيرغ في 14 من أيار مايو عام 1984 لأسرة يهودية وعاش مع والديه واخواته الثلاثة راندي ودونا وأيريال في منزل متواضع، كانت والدته طبيبة نفسية أما والده إدوارد زوكربيرغ فكان طبيب أسنان ولديه عيادة في الطابق الأول من منزله، وهو يعمل هناك حتى وقتنا الحاضر، وكأن شيئًا لم يحدث خلال السنوات الأخيرة. فنجاح ابنه مارك الرهيب والمبهر لم يغير من نمط حياة عائلته، وعندما يذهب شخص إلى عيادة إدوارد سوف يتفاجأ كثيرًا فهي عيادة متواضعة وليست فخمة، حتى أنه لم يوظف سكرتيرة في عيادته ويقوم هو بنفسه باستقبال المرضى. كما أنه مثل ابنه لا يرتدي الملابس الرسمية ويرتدي ملابس عادية للعمل، وداخل العيادة توجد لافتة تدعو إلى الإعجاب بصفحة العيادة على الفيس بوك.

قليلون هم الصحفيون الذين استطاعوا الوصول إلى مارك زوكربيرغ وأجروا لقاء معه لأن فيسبوك تختار هؤلاء الصحفيين بعناية، ومن بين هؤلاء الصحفيين ديفيد كارك باتريك الذي اختاره مارك زوكربيرغ ليكتب قصة حياته، فأصدر تحت اسم The Facebook effect كتابًا يتألف من 300 يروي قصة نجاح فيسبوك ومديرها التنفيذي مارك زوكربيرغ.

غلاف كتاب the Facebook effect

غلاف كتاب the Facebook effect

شجع الوالدان ابنهما الوحيد على ممارسة رياضته المفضلة وهي المبارزة بالسيف، لكنه بعد فترة قصيرة وجد هذا الشاب هواية أثارت اعجابه وهي الحواسب، فعندما كان في سن الـ 12 من العمر قرأ كتابًا عن برمجة الكمبيوترات وهو كتاب خاص بالمبتدئين، وأخذ يطبق ما تعلمه على الحواسب الموجودة في المنزل، واستطاع بعد فترة قصيرة من أن يبتكر لعبة على الكومبيوتر ليلعب بها، أي أنه كان بارعًا في التكنولوجيا منذ أن كان صغيرًا.

بعد فترة من الزمن أصبحت الكومبيوترات شغفه الوحيد، وتحول إلى خبير في هذا المجال خلال سن المراهقة.

في الثانوية حضر مارك حصص تعليمية في جامعة صغيرة هي جامعة Mercy وكان هناك أصغر طالب في صفه، وكما هي العادة عند معظم الطلاب فقد كان مارك محط سخرية الأخرين مما دفعه إلى تغيير المدرسة والابتعاد عنها، فعندما كان في سن الـ 16 من العمر اختار مارك معهد Phillips Exeter Academy والذي يعتبر من أفضل المدارس الثانوية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي مدرسة تقع في مدينة بوسطن وتبعد 4 ساعات عن بيته؛ لذلك اختار مارك الانفصال عن أسرته والبدء في حياة جديدة.

بعد سنة من الاختلاط مع نخبة من الطلاب في معهد فيلبس حقق مارك نجاحه الأول، فعندما كان طالبًا في السنة الأخيرة من الثانوية قام مع أحد اصدقائه بابتكار برنامج سينابس Synapse الذي يراقب الموسيقى ويقدم موسيقى أخرى مشابهة لها وكان مارك حينها في سن السابعة عشر من العمر حيث كان يعتبر برنامج Synapse مجرد لعبة.

لقي البرنامج نجاحًا حقيقيًا وخلال أيام قليلة بدأ ألاف الأشخاص باستخدام برنامجه مما أثار ضجة وصلت إلى كبرى شركات الإنترنت في العالم، وقد عرضت عدة شركات منها Microsoft و AOL على مارك شراء البرنامج الذي اعتبر في ذلك الوقت برنامجًا ثوريًا، لكن مارك رفض العروض كلها وأراد أن يسمح لأي شخص في العالم بأن يحصل على البرنامج مجانًا.

بعد ان أنهى مارك دراسته الثانوية التحق بجامعة هارفورد، وقد كان طالبًا عاديا ومجهول من بين ألاف الطلاب، وكان غير اجتماعي ولديه القليل من الأصدقاء وكان الحاسوب هو كل اهتمامه، ولم يكن بارعًا مع الفتيات فقد واعد القليل منهن خلال مرحلته الجامعية الأولى، وكانت له حبيبة في نهاية سنته الدراسية الثانية وهي بريسيلا تشان التي بقيت معه حتى الآن.

تعرف مارك خلال دراسته الجامعية على إدواردو سافيرين Eduardo Saverin الذي لم يكن قد تجاوز العشرين من عمره لكنه استطاع أن يجني آلاف الدولارات من خلال العمل في البورصة وأصبح مارك وإدواردو صديقان لا يفترقان.

إدواردو سافيرين

إدواردو سافيرين

في نوفمبر من عام 2003 خطرت لدى مارك فكرة لم يعلم أنها ستغير حياته، حيث قام باختراق خوادم جامعة هارفورد وسرق صور جميع الطلاب، وفي الثاني من نوفمبر عام 2003 أطلق مارك موقع Facemash حيث كانت فكرة الموقع تقوم على اجراء مسابقة جمال سخيفة بين صور الطلاب، وسرعان ما انتشر خبر الموقع وشاهد معظم الطلاب صورهم التي نشرت دون علمهم أو موافقتهم وأدى دخول آلاف الناس إلى هذه الموقع إلى تعطيل خوادم جامعة هارفورد مما تسبب في مشكلة كبيرة وما بدا كدعابة أصبح أمرًا جادًا، وعلى الفور استدعى رئيس الجامعة مارك للمثول أمام لجنة تأديبية، وكان من الممكن أن يطرد من الجامعة لكن اللجنة قررت معاقبته فقط، ولم يفهم ما هو الخطأ الذي قام بارتكابه فقد كان يظن بأنه أوضح للجميع مدى ضعف نظام الحماية الإلكتروني في الجامعة.

Facemash

ولادة الفيسبوك

كان التوأمان تايلور وكاميرون وينكلفوس Taylor and Cameron winklvos طالبان في سنتهما الأخيرة من الجامعة وقد كانا طالبين ثريين للغاية ويملكان موقعًا على شبكة الإنترنت يدعى Harford connection لكنهما لم يعرفا شيئًا عن البرمجة، وكانت فكرة موقعهما هي أن يربط جميع الطلاب في جامعة هارفورد مع بعضهم.

التوأم تايلور وكاميرون وينكلفوس

التوأم تايلور وكاميرون وينكلفوس

ظن الأخوان وينكلفوس أن مارك هو الأجدر بأن يعمل على إتمام بناء موقعهما وتطويره. وعرضا الفكرة على مارك الذي وافق على العمل لديهم كمبرمج، لكن الإخوان ارتكبا خطأ المبتدئين حيث أنهم لم يفكرا في توقيع عقد معه، ولم يتخيلا أن مارك يعمل سرًا على موقع أخر وهي شبكة اجتماعية خاصة به.

بدأ مارك بتفويت الصفوف في الجامعة وكان يعمل دائمًا على تطوير شبكته الاجتماعية، ورغم وعده للأخوين لم يعمل مارك على مشروعهما أبدًا.

وفي يناير 2004 كان مارك يعمل على أنجاز مشروعه وكان طموحًا جدًا لكنه لم يكن يملك المال الكافي لدعم مشروعه، فكان من الطبيعي ان يلجأ لأثرى أصدقائه إدواردو سافرين وطلب منه أن يمول المشروع مقابل الحصول على 30% من الأسهم، وافق إدواردو على ذلك ووضع 1000 دولار على المحك، وفي 4 فبراير 2004 أطلق موقع thefacebook.com.

بعد مرور 3 اسابيع على إطلاق الموقع بلغ عدد المستخدمين 3 ألاف مستخدم من جامعة هارفورد وحدها، ولم يكن مارك يرغب في التوقف عند هذا الحد فقرر ان يوسع نطاق شبكته لتتجاوز حدود جامعة هارفورد، وفي أقل من شهرين اجتاح فيسبوك أكثر من تسع جامعات، مما شكل ظاهرة جديدة جلبت اهتمام الإعلام الأمريكي الذي أصبح يهتم بالفيسبوك ومطورة، وقد أجرى مارك أول لقاء إعلامي مع قناة CNBC عندما كان في 19 من العمر.

كان مارك يرغب في الحصول على خوادم جديدة للوصول إلى عدد أكبر من المستخدمين، وكانت هذه الخوادم باهظة الثمن، عندها ظهرت بعض التصدعات في الصداقة بين مارك وإدواردو، فقد كان إدواردو يرعب في إيجاد مساحة للمعلنين والمزيد من الإعلانات، أما مارك فقد كان يحب فكرة الموقع النظيف الذي لا يركز على المال.

بعد النجاح الكبير الذي حققه موقع فيسبوك قرر مارك أن يترك جامعة هارفورد ويبني شركته الجديدة بجانب عمالقة الإنترنت، فانتقل إلى مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا.

لم يرغب إدواردو في الذهاب مع مارك وغاب عن الشركة ما تسبب في إنهاء علاقتهما كليًا، كان إدواردو يظن أن بإمكانه البقاء في نيويورك ومزاولة أعماله، ولم يعرف أن ذلك سيكون أكبر خطأ قام بارتكابه في حياته.

قام مارك فورًا باستبدال إدواردو بشاب أخر في الـ 25 من العمر وهو شون باركر Sean Parker الذي كان قد ابتكر مجموعة من المواقع من بينها موقع napster الشهير المخصص لتبادل الملفات الموسيقية.

شون باركر

شون باركر

قام شون بتعريف مارك على عدد من المستثمرين الذين يبحثون عن فرص ذهبية حيث وافقوا على الاستثمار في فيسبوك مما كان سببًا في ثروة مارك وثروتهم.

وفي عمر 21 نقل مارك شركته إلى وادي السيلكون وأصبح لديه 20 موظف وكانوا جميعًا لم يتجاوزوا سن الـ 25، وخلال أيام أصبح فيس بوك أحد أشهر المواقع في العالم وقدرت قيمته في ذلك الوقت بـ 100 مليون دولار.

الخيانة

في عام 2004 وعندما سمع الأخوين وينكلفوس عن موقع الفيسبوك أصيبوا بصدمة كبيرة، فقد كانوا يظنون أن مارك يعمل على موقعهما Harford connection،ولم يشكا فيه ابدًا.

فهل كانت هذه استراتيجية يعتمدها مارك عمدًا؟ ولما لم يخبرهما برغبته في ترك مشروعهما؟

عندما نسأل الأخوين وينكلفوس عن سبب ذلك فإنهم يجيبوننا فورًا بأن السبب هو الخيانة فقد سرق مارك الفكرة وأراد أن يصبح أول شخص يطور موقع تواصل اجتماعي.

وفي عام 2004 تقدم الأخوين وينكلفوس بدعوى قضائية ضد مارك لخرقه العقد الشفهي ودخوله في منافسة احتيالية، حيث عرضوا رسائل البريد الإلكتروني التي تظهر ان مارك كان يقول للأخوين بأنه يعمل على مشروعهما وأنه تنصل من اللقاء معهما عدة مرات طوال الأشهر الثلاثة التي سبقت إطلاق موقع فيسبوك، لكن رغم هذه الدلائل لم تصدر المحكمة أي حكم وبقي الأمر معلقًا حتى عام 2008 حين وقع الأخوان وينكلفوس مع شركة فيسبوك صفقة ودية شملت دفع الشركة للأخوين مبلغ 31 مليون دولار.

لكن في عام 2009 حصل أحد الصحفيين من مصدر مجهول على دليل جديد يدين مارك وهو عبارة عن مجموعة رسائل هاتفية تعود إلى سبع سنوات وتكشف نوايا مارك الحقيقية، حيث تظهر الرسائل أن مارك كان لا يرغب في إطلاق موقع Harford connection لكي لا يقضي على مشروعه الذي يعمل عليه.

وفي اليوم الذي سمع فيه الأخوان وينكلفوس عن الرسائل، قررا استئناف الدعوى القضائية ضد مارك وشركة فيسبوك، لكن خيبة الأمل الكبرى كانت في شهر ابريل عام 2011 حين تم صرف الدعوى من جديد، وحتى الأن مازال الأخوان وينكلفوس يدعيان أن موقع فيسبوك هو فكرتهما.

لكن الأخوان وينكلفوس لم يكونا الوحيدين اللذين يشعران بالخيانة من قبل مارك زوكربيرغ، ففي عام 2005 وبعد مرور سنة على إطلاق موقع فيسبوك، قام مارك بحل الحصص التي يملكها صديقه المقرب إدواردو سافرين في الشركة، وبين ليلة وضحاها تم إبعاد رفيق العمر عن الساحة، ولم يعلق مارك على ذلك إطلاقًا، لكن الرسائل الهاتفية القصيرة خانته مرة أخرى، ففي إحدى الرسائل قال مارك أنه سوف يبعد إدواردو نهائيًا عن شركتة، كانت هذه الرسالة قاسية جدًا فمن دون إدواردو لما وجد الفيسبوك ابدًا، وبكل برودة أعصاب تخلى مارك عن صديقه وألغى أسمه من لائحة المؤسسين للموقع.

عندما شعر إدواردو بالخيانة قرر أن يجر مارك إلى المحكمة، ولم يكن ذلك كل شئ فقد أراد إدواردو أن يكشف وجه مارك الحقيقي للعالم، فطلب من أحد الكتاب أن يؤلف كتابًا يروي فيه السيرة الحقيقية لحياة مارك، ولكن عندما انتشر الخبر ألغى إدواردو كتابة سيرة مارك ولم يتواصل مع الكاتب أبدًا، لم يعرف الكاتب السبب لكن الحقيقة أن مارك وفيسبوك تواصلا سرًا مع إدواردو واتفقا معه على إعادة اسمه إلى لائحة مؤسسي الموقع والحصول على أسهم في الشركة بقيمة 2.5 مليار دولار.

واجه مارك مشكلة أخرى في عام 2009، حين أصدر الكاتب بين مزريتش كتابه الذي يحمل عنوان بليونير بالصدفة الذي ينتقد مارك ويحكي سيرته الشخصية، وقد تحول هذا الكتاب إلى فيلم سينمائي صدر في عام 2010 وهو فيلم The Social Network.

غلاف فيلم the social network

غلاف فيلم the social network

بعد كل هذه الفضائح والدعاوى القضائية والإشاعات التي طالت شركة فيسبوك، أراد مارك أن يحسن صورته أمام المجتمع الأمريكي، فقرر الظهور في البرنامج الأكثر شهرة في الولايات المتحدة وهو برنامج أوبرا وينفري في 24 من سبتمبر 2010، وقد أعلن حينها أنه ملتزم بتقديم منح دراسية بقيمة 100 مليون دولار.

لاقت هذه الخطوة التي أقدم عليها مارك إعجاب الجمهور وحسنت صورته كثيرًا كفاعل خير.

وفي عام 2011 فاجئ مارك العالم بإعلانه عن الزواج من صديقته بريسيلا تشان وذلك بعد صداقة دامت تسع سنوات.

وفي الثاني من شهر ديسمبر عام 2015 أعلن مارك وزوجته بريسيلا تخليهم عن 99% من ثروتهم التي تقدر بـ 45 مليار دولار وذلك بعد أن رزقا ببنت أطلقوا عليها أسم ماكس.