أنواع وخصائص التربة المناسبة لزراعة العنب – منها التصريف الجيد!

أنواع وخصائص التربة المناسبة لزراعة العنب – منها التصريف الجيد!
(اخر تعديل 2023-06-01 21:01:59 )

تعد بنية ومكونات التربة من الاعتبارات الهامة لزراعة الكروم لأنها تدعم المجموع الجذري للكرمة وتؤثر على مستويات الصرف وكمية المعادن والعناصر الغذائية. بالتالي يفضل أن تكون التربة المناسبة لزراعة العنب جيدة التصريف ومستوى الحموضة فيها منخفض وتحتوي على كمية جيدة من العناصر الغذائية.

ولأن التربة تؤثر على جودة العنب و خصائصه، لذلك من الضروري فهم نوع التربة وخصائصها وقدرتها على دعم النبات، وانتشار الجذور والتصريف والتهوية والاحتفاظ بالرطوبة والعناصر الغذائية، وبشكل عام يمكن زراعة العنب في أنواع مختلفة من التربة، ويعتمد سر نجاح كروم العنب على اختيار الموقع المناسب وتحضير التربة بشكل جيد.

أهم خصائص التربة المناسبة لزراعة العنب

التربة المناسبة لزراعة العنب

تتضمن بعض الخصائص الفيزيائية الأكثر أهمية للتربة العمق والتركيب والمسامية والقوام والنفاذية واللون، وفيما يلي شرح بسيط عن كل منها:

1 – عمق التربة

أحد أهم العوامل لتحديد نجاح الكرم توفر التربة التي يزيد عمقها عن 90سم حجمًا لأن الرطوبة المحتملة فيها أكبر مقارنةً بالتربة الضحلة. (عمق التربة أو المسافة من السطح إلى طبقة غير النافذة).

وهذا لا يعني أنه لا يمكن زراعة العنب في التربة الضحلة، ولكن في حال زرعت الكروم في التربة الضحلة ستتعرض تلك الكروم لإجهاد الجفاف إذا لم تتوفر المياه التكميلية عن طريق الري. بالإضافة إلى تأثر الكروم ذات أنظمة الجذر الضحلة بالتغيرات السنوية في هطول الأمطار التي لها تأثير كبير على الإنتاج.

يؤثر كل من العمق ومحتوى الرطوبة ومستوى المياه الجوفية على توزيع جذور العنب. ويجب أن يكون توزيع نظام الجذر عميقًا ومنتشر، فعمق التربة يساعد على تنمو الفروع والكروم بقوة ويجعلها مقاومة للإجهاد.

2 – تركيبة التربة

ويقصد بتركيبة التربة ترتيب جزيئاتها من (الرمل والطمي والطين). يعتبر التجميع مهمًا لزيادة الاستقرار ضد التعرية، وللحفاظ على المسامية وحركة مياه التربة، ولتحسين الخصوبة وعزل الكربون في التربة.

بالتالي هيكل التربة الذي يسمح بحركة ملائمة للهواء والماء مناسب لزراعة العنب، بينما الهيكل المتراص الذي يمنع حركة الهواء والماء يسبب صعوبة نمو أشجار العنب.

3 – مسامية التربة

يؤثر نسيج التربة وهيكلها على المسامية من خلال تحديد حجم لمسام وعددها وترابطها، حيث تحتوي التربة الخشنة على العديد من المسام الكبيرة، بينما  التربة ذات النسيج الدقيق لها مسام صغيرة أو دقيقة.

كيف تؤثر المسامية على معدلات التصريف؟

تحتوي التربة الطينية على العديد من المسام الدقيقة، كما تحتوي على كميات كبيرة من الماء، ولكن نظرًا لوجود عدد كبير من المسامات الصغيرة التي تحتفظ بالمحتوى المائي بشدة، فإنها تنتج معدلات تصريف بطيئة جدًا. ولا تستطيع أشجار العنب أن تنمو بشكل جيد في هذه التربة.

4 – قوام التربة

يشير نسيج التربة إلى تكوين التربة من حيث نسبة الجزيئات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة (الطين والطمي والرمل بالترتيب). مثلًا التربة الخشنة عبارة عن تربة رملية والتربة الناعمة عبارة عن طين.

تأثيرات القوام على توفر العناصر الغذائية والمياه

القوام هو خاصية مهمة للتربة لأنه سيحدد معدلات ارتشاح الماء وحركته جزئيًا في التربة وقدرة التربة على الاحتفاظ به، كما يؤثر على سهولة حراثة التربة وكمية التهوية (وذلك أمر حيوي لنمو الجذور).

تتسرب المياه بسرعة أكبر وتتحرك بحرية أكبر في التربة الخشنة أو التربة الرملية، مما يزيد من إمكانية ترشيح العناصر الغذائية المتنقلة، كما تحتوي التربة الرملية أيضًا على كمية أقل من المياه الكلية وعناصر غذائية أقل لكنها مناسبة لزراعة العنب أكثر من التربة ذات القوام الناعم سيئة التصريف.

5 – نفاذية التربة

من فوائد نفاذية التربة أو الصرف الجيد سهولة تحرك الهواء والماء عبر التربة، بالإضافة إلى نمو الجذور وانتشارها بعمق.

6 – لون التربة

يعد لون التربة ميزة مهمة في التعرف على مختلف أنواع التربة، كما يعتبر لون التربة مؤشر على خصائص فيزيائية معينة (أي الصرف الداخلي) وخصائص كيميائية.

أنواع التربة وأي منها مناسب لزراعة العنب

إن جذور العنب متطورة بشكل جيد ولديها قدرة كبيرة على التكيف مع التربة ويمكن زراعتها في جميع أنواع التربة تقريبًا.

يُزرع العنب في مجموعة واسعة جدًا من التربة (من الرمال الحصوية إلى الطين) التي يمكن أن تكون ذات خصوبة عالية أو منخفضة الخصوبة، لكن من المهم الانتباه إلى أن أنواع التربة ليست عالمية عبر مناطق زراعة العنب، وليست حصرية لكروم معينة. غالبًا ما تكون التربة عبارة عن مزيج من الصخور والقوام والتربة السطحية المختلفة.

1 – التربة الطميية

يقترح معظم الخبراء أن التربة الطينية هي أفضل أنواع التربة لزراعة العنب، حيث ينتج عن مزج كمية من الرمل والطمي والطين مع أنواع تربة أخرى بكميات مناسبة تربة مثالية لزراعة العنب. هذا لأن نسبة الطين في التربة الطميية تساعد على التصريف الجيد ولكنها تحتوي على كمية معتدلة من الماء والعناصر الغذائية ويقع عمومًا ضمن نطاق الأس الهيدروجيني المفضل للعنب.

2 – التربة الرملية

التربة الرملية مصنوعة من جزيئات كبيرة جيدة التصريف وتحتفظ بالحرارة بشكل معتدل وهي مناسبة جدًا في المناخات الرطبة ولكن بالنسبة للمناطق التي الجافة، يمكن أن تكون التربة الرملية مشكلة، لذلك يمكن تحسينها من خلال إضافة السماد العضوي الذي له دور في الاحتفاظ بالمياه والعناصر الغذائية.

العنب الذي يزرع في منطقة مناخية دافئة يكون ذو ملمس ناعم مع لون أقل وحموضة أخف. بينما في المنطقة الأكثر برودة، تحتفظ التربة الرملية بالحرارة وتصريف جيدًا بالتالي يتم الحصول على إنتاج جيد من العنب.

الشيء المييز في هذا النوع من التربة هي قدرتها على الاحتفاظ بكمية جيدة من الحرارة وكمية قليلة من الرطوبة بالتالي تقل احتمالية الإصابة بالأمراض.

3 – التربة الطينية

تتكون التربة الطينية من جزيئات صغيرة تميل إلى تخزين المياه لفترة طويلة، في المناخات الأكثر دفئًا، هذه التربة أفضل تربة لإنتاج العنب الأحمر والأبيض في العالم لأنا تحتفظ بالرطوبة.

أما تمتع التربة الطينية بخاصية للاحتفاظ بالمياه بسبب جزيئات التربة الصغيرة، يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تشبع التربة بالمياه، والذي يمكن أن يسبب في زيادة الأمراض التي تصيب الكروم. في الظروف الجوية القاسية.

 4 – التربة البركانية

التربة البركانية ناتجة عن ثوران بركاني قديم، وهذه التربة محببة بدقة وتحتفظ بالحرارة وتعكسها، وتصرف المياه جيدًا وتحمل الماء. التربة البركانية غنية بالمعادن المحددة مثل الحديد والكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم. لكن ليست كل أنواع التربة البركانية مناسبة لزراعة الكروم، إنما يجب أن يتوفر فيها شروط معينة.

5 – التربة الكلسية

يوفر التربة الكلسية تصريفًا جيدًا في الطقس الرطب ولكنها تحتفظ بالمياه في الطقس الجاف. تحتوي على درجة حموضة عالية لأنه يمكن أن يعكس ضوء الشمس لتعزيز عملية التمثيل الضوئي. بالتالي تعد من الترب المناسبة لزراعة الكروم.

كيفية تحضير تربة زراعية مناسبة لزراعة العنب

لا تعتقد أن خصوبة التربة هي الأساس لزراعة العنب لأن الخصوبة العالية يمكن أن تساهم زيادة النمو الخضري المفرط فقط على حساب إنتاج الثمار. إنما التربة المطلوبة التي تحقق التوازن بين النمو الخضري ونمو الثمار. وللبدء في تحضير تربة مناسبة لزراعة العنب تأكد من أن التربة خالية من الأعشاب المعمرة و احرثها جيدًا قبل أن تزرع وعدل عليها ما يلي:

1 – العمل على تحسين تصريف التربة

يمكن الحصول على تربة مثالية لزراعة العنب من خلال دمج كل من الرمل والطمي والطين مع أنواع أخرى من التربة بكميات مناسبة. مثلًا يتم تحضير التربة الطينية الثقيلة لزراعة العنب بعد تحسين مستوى تصريفها عن طريق دمج كامل منطقة التربة الزراعة بالمواد العضوية جيدة التخمير (نشارة الخشب أو السماد الطبيعي أو سماد كيميائي)، وكمية من الحصى. ويفضل إضافة المواد العضوية في الصيف أو الخريف قبل أن تزرع.

2 – تعديل حموضة التربة

ينمو نبات العنب بشكل أفضل عندما تكون مستوى حموضة التربة من 5.0 إلى 6.0. وللحصول على هذه الحالة الحمضية قليلًا، أضف التعديلات المطلوبة قبل زراعة العنب بحوالي عام واحد. يتيح هذا التوقيت وقت التعديلات لتغيير التربة.

إذا كانت التربة قريبة إلى قلوية، أي الرقم الهيدروجيني أعلى من 6.0، فاستخدم الكبريت المطحون لخفض درجة الحموضة. أما إذا كانت التربة أقل من الرقم الهيدروجيني 5.0، فاستخدم الحجر الجيري المطحون لرفع مستوى الأس الهيدروجيني، ورفع درجة الحموضة.

3 – توفير العناصر الغذائية اللازمة

النيتروجين والبوتاسيوم من العناصر المهمة لازدهار لكروم العنب، أضف هذه العناصر الغذائية إلى التربة قبل عدة أشهر من زراعة العنب، بعد ذلك استخدمها بانتظام لتسميد الكروم.

حيث يساعد النيتروجين على زيادة نمو المجموع الخضري (الأوراق) بشكل صحي، بينما ينظم البوتاسيوم حموضة ثمار العنب بينما يساعد أيضًا الكروم على امتصاص الرطوبة من التربة بكفاءة.

4 – توفير المعادن النادرة

إضافة كميات كافية من المغنيسيوم والزنك، لأن المغنيسيوم ضروري لصحة أوراق الشجر، والذي بدوره يؤثر على إنتاج الفاكهة ونمو الكروم.

نقص الزنك، الموجود غالبًا في التربة الرملية والقلوية، يقلل من معدلات التلقيح بالتالي يسبب انخفاض بالإنتاج.

الخلاصة… بشكل عام، يجب تجنب الطين الثقيل أو التربة الضحلة جدًا والمواقع سيئة الصرف وتلك التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح. كما يعتبر الرقم الهيدروجيني للتربة مهمًا أيضًا، على الرغم من أن الكروم سوف تتحمل درجة الحموضة ضمن المجال من 4.5 إلى 8.5.

المصادر