معنى زنجي … صاحب البشرة السوداء والشعر المجعد

معنى زنجي … صاحب البشرة السوداء والشعر المجعد

كثيرًا ما نسمع بكلمة زنجي أو شخصًا زنجي، وقد يطرأ على بالنا المعنى المتداول وهو الشخص ذو البشرة السوداء، إلا أن لكلمة زنجي عدة معاني إذا ما وزنت وشُكّلت، وعُرّبت.

ما هو معنى كلمة زنجي؟

زنجي كلمة عربية وردت في كثير من المعاجم العربية تُطلق على كل من تكون بشرته سوداء، استخدمها العرب قديمًا حتى يستطيعوا التمييز بين الأشخاص ذوي البشرة السوداء والبيضاء.

كما يتم تداول هذه الكلمة على الأشخاص الذين يسكنون الساحل الشرقي لقارة أفريقيا كالسودان والحبشة ونيجيريا، الذين يملكون بشرة سوداء بغالبية عظمى.

معنى زنجي في بعض المعاجم العربية

معنى زنجي في معجم المعاني الجامع

كلمة زِنجيّ في معجم المعاني الجامع هي (اسم)، ومفردها (زُنْج) وواحدها (زُنجي) ومجموعها (زُنوج).

ويُعرِّفْ هذا المعجم هذه الكلمة كما يلي: “زَنجيّ:واحدَّ الزنج أو الزُنوج،جيلٌ من السودان يتميز بالجلد الأسود، والشعر الجعد، والشفة الغليظة، والأنف الأفطس، يسكن حول خط الاستواء، وتمتدُّ بلادهم من المغرب إلى الحبشة، وبعض بلادهم على نيل مصر”.

الفعل من الاسم زنجي هو “زَنِجَ” حيث يقال:

  • زَنِجَتِ الإبلُ: أي عطشت عطشًا شديدًا.
  • زَنِج الرَّجُلُ: تَقَبَّضتْ أمعاؤه من العطش فلا يستطيعُ إِكثار الطعام والشراب. فهو زَنِجٌ.

جمع زنجي: زُنوج، ومفرده زَنْجيّ وزِنْجيّ.

وقد بين معجم المعاني الجامع تعريف لبعض العبارات التي تتعلق بكلمة زنجي كما يلي:

  • رُهاب الزُّنُوج: الخوف المرضي منهم وكُرههم.
  • ثورةُ الزَّنْجِ بالعراق: اِسْمٌ أَطلقه العرب على العناصر السُّودِ الآتية من الأَقطار الإِفريقية، كما تطلق على قوم من السودان.

معنى زنجي في معجم مختار الصحاح

زنج: الزِّنْجُ جيل من السودان وهم الزُنُوجُ. زَنْج وزَنْجِيٌّ وزِنْجِيٌّ بفتح الزاي وكسرها في الكل.

معنى زنجي في المعجم الوسيط

الزِّنْجِيُّ: واحدَّ الزنج أو الزنوج.

تَزَنَّجَ عليه: تطاول.

زنجي أو الزِّنْجُ والزَّنْجُ: جيلٌ من السُّودانِ وهم الزُّنُوجُ واحدهم زِنْجِيٌّ وزَنْجِيٌّ.

ويقال في النداء للزِّنْجِيِّ: يا زَنَاجِ.

كما عرّف المعجم الوسيط الزَّنَجُ بأنه: شِدَّةُ العطش.

وزنِجَت الإِبل زَنَجًا: عَطِشَتْ مرة بعد مرة فضاقت بطونها.

والزِّنْجُ يطلق الآن على بعض السُّلالات المنحدرة من القبائل الإفريقية أَنَّى استوطنت (أينما اتجهت). والجمع زُنوج ومفرده زنجي.

معنى زنجي في لسان العرب

زَنْجُ وزِنْجُ ومَزْنَجَةُ وزُنوجُ: جيلٌ من السُّودانِ، واحِدُهُمْ: زَنْجِيُّ.

ومعنى زَنَجُ في هذا المعجم: “شدَّةُ العَطَشِ، أو هو أنْ تُقْبَضَ أمْعاؤهُ ومَصارِينُهُ من العَطَشِ، ولا يَسْتَطِيعَ إكْثارَ الطُّعْامِ والشُّرْبِ”.

معنى زنجي في القاموس المحيط

أعطى القاموس المحيط معنى لكلمة زنجي أنها من الزِّنْجُ وتعريفها هو: “جيلٌ من السودان يتميز بالجلد الأسود، والشعر الجعد، والشفة الغليظة، والأنف الأفطس، يسكن حول خط الاستواء، وتمتدُّ بلادهم من المغرب إلى الحبشة، وبعض بلادهم على نيل مصر”.

معنى زنجي في معجم اللغة العربية المعاصر

زَنْج / زِنْج:

جمع الجمع: زُنوج، ومفرده زَنْجيّ وزِنْجيّ: وهو:

  • جيل من الناس يتميز بالجلد الأسود، والشَّعر الجَعد، والشَّفة الغليظة، والأنف الأفطس (زعيم الزُّنوج في جنوب إفريقيا).
  • سُلالات منحدرة من القبائل الإفريقية.
  • رُهاب الزُّنُوج: الخوف المَرَضيّ منهم وكُرههم.

معنى كلمة زنجي عبر العصور، وهل حقًا ارتبطت بمعنى العنصرية؟

في منتصف القرن الثامن عشر تم تصنيف الأعراق إلى عدة مجموعات، ومن بينها العرق الأسود أو كما يعرف باللغة العربية الزنجي، وباللغة الإنكليزية الـ Nigger.

ومع مرور الوقت تطور معنى كلمة زنجي، وبدأ يأخذ عدة معاني سيئة ومهينة، بالإضافة لنظرة التكبر والاستعلاء التي باتت واضحة من قبل بعض الأشخاص لكل من يمتلك بشرة سوداء.

ونتيجةً لذلك أصبحت كلمة زنجي تستخدم للدلالة على العبودية أو العنصرية، كما وتحمل في طياتها الكثير من الإهانة والإساءة للأشخاص ذوو البشرة السوداء، الذين كانوا يُستعبدون من قبل البيض ويعملون لديهم عبيدًا وخدامًا ويعتبرونهم جزء من ممتلكاتهم (حيث كانوا يأخذونهم من أفريقيا بطريقة بشعة ومُهينة لخدمة ذوي البشرة البيضاء في أكثر من دول أوروبا).

أما في وقتنا الحاضر فللأسف مازال بعض الأشخاص يطلقون هذه الكلمة على من يمتلكون بشرة سوداء وينظرون لهم نظرة دونية، ففي عام 2020، قام الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بتشبيه الأشخاص ذوي البشرة السوداء بالقرود لشدة عنصريته ونظرته الدونية لهذه الفئة من البشر.

وأشارت الكاتبة (آن شومان) في تقرير نشرته صحيفة (Le Monde) الفرنسية: (إن كلمة “زنجي” ليست مجرد عبارة عادية نستخدمها في حياتنا اليومية؛ بل مصطلحًا يحمل في طياته كثيرًا من العنصرية، ويخفي مآسي العبودية والاستعمار).

معنى زنجي في اللغة الإنكليزية وهل تعتبر كلمة سيئة؟

تعود أصول كلمة زنجي أو كما تعرف بالإنكليزية Nigger إلى الكلمة الإسبانية Negro والتي تعني الأسود. استخدمت تاريخيًا للإشارة إلى الأشخاص الذين يعتبرون من أصل أفريقي أسود، وتستخدم في اللاتينية كصفة تعبر عن اللون الأسود وتكتب Nigra.

تُستخدم كلمة زنجي (Nigger) ضد السود كافتراءات عنصرية، وخاصة تجاه الأمريكيين من أصل أفريقي، واتخذت الكلمة دلالة مهينة من منتصف القرن الثامن عشر فصاعدًا. أما مصطلح الزنجي بين الأمريكيين الأفارقة أنفسهم فإن هذه الكلمة تُستخدم بشكل عرضي وأخوي.

كلمة (Nigger) كلمة سيئة السمعة في اللغة الإنجليزية الحالية، وتُصنف الكلمة على أنها أكثر الافتراءات العنصرية هجومًا وتحريضًا في اللغة الإنجليزية، وهي مصطلح يعبر عن الكراهية والتعصب. ولكن نظرًا لأن كلمة nigger كانت تاريخيًا “تتسبب في عنف رمزي غالبًا ما يكون مصحوبًا بالعنف الجسدي”، فقد بدأت تختفي من الثقافة الشعبية العامة منذ منتصف القرن العشرين وما بعده.

إلا أن كلمة (Nigger) لا تعتبر كلمة سيئة، إذا ما أطلقت من قبل شخص أسود لشخص أسود آخر، أو فيما بين الأشخاص السود (على الرغم من اعتراض الكثيرين على هذه الاستخدامات أيضًا).

هل يعتبر معنى كلمة زنجي سيئ في اللغة العربية؟

في اللغة العربية لا يمكن أن نعتبر هذه الكلمة مسيئة أو تسيء للشخص عندما نشير إليه بها، خاصة أن الكثير من معاجم اللغة العربية أشارت إلى أن أصل كلمة (زنجي) هو (زنج) (والذي يُطلق على بعض الشعوب التي تعيش في الساحل الشرقي لأفريقيا) أي أنها تشير إلى أشخاص يعيشون في موقع جغرافي محدد دون المساس بهم أو التعرض للونهم.

رأي الإسلام في كلمة زنجي

رأي الإسلام في كلمة زنجي

لم تُذكر كلمة زنجي في الآيات القرآنية أو في أحاديث الرسول محمد ﷺ بشكل صريح، ولكن القرآن بيّن أنه لا فضل بين الناس أو بين ذكر أو أنثى إلا بطاعة الله سبحانه وتعالى، والعمل الصالح، وبذلك لم يُفرق بين الشخص ذو البشرة البيضاء أو السوداء، بدليل قوله عزّ وجلّ في الآية رقم (13) من سورة الحجرات:

“يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.

كما أن الرسول ﷺ أكّد على ذلك في حديثه عن جابر بن عيد الله:

“يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ”. المحدث: الألباني والحديث صحيح.

فالعدل بين النَّاس من أعظم المبادئ التي رفع الإسلام من شأْنها، فلا فضْل لأحدٍ على أحدٍ لا باللون ولا بالجنس إلَّا بحُسن العمل والتَّقوى مهما اختلفت ألسنتهم أو ألوانهم، فالحديث بيّن الأصل الصَّحيح الذي يتفاضل به الناس وهو التَّقْوى والعَمل الصالح، وأنَّ جميع النَّاس مُتساوون أمام الشَّرع.

شخصيات زنجية

من أبرز الشخصيات التي كانت سوداء البشرة (زنجي) والتي كان لها تاريخ من العذاب والعبودية والمآسي التي عاشوها، إلا أنها وضعت بصمة قوية لقهر الذل والعبودية بقوة الإيمان والنضال أو بالتميز والإبداع:

بلال الحبشي – مؤذن رسول الله ﷺ

من صحابة الرسول ﷺ توفي في سنة (20) للهجرة، وهو من بلاد الحبشة وذو بشرة سوداء، اختاره الرسول محمد ﷺ ليكون مؤذن لصلاة المسلمين، وهو مولى أبي بكر الصديق ومن السابقين لاعتناق الدين الإسلامي، وقد كان من بين المستضعفين الذين لقوا على أيدي الكفار أشد أنواع العذاب كونه من العبيد، حتى اشتراه أبو بكر وأعتقه وصار من أحد صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام ومن العشرة المبشرين بالجنة، فهو الصحابي الذيي سمع قرع نعليه في الجنة.

المناضل مارتن لوثر كينغ Martin Luther King

هو زعيم زنجي من أصول أفريقية، أمريكي الجنسية، وناشط ومناضل سياسي وإنساني كان من أشهر المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد السود، ولد في عام 1924 واغتيل في عام 1964، طالب بحصول الأمريكيين من أصول إفريقية (الزنوج) بالمساواة والعدالة، ورفض العنف بكل أنواعه.

الشاعر عنترة بن شداد العبسي

الملقب بأبو الفوارس (525م – 608م) من أشهر شعراء الجاهلية قبل الإسلام ، ولد من أب عربي وأم حبشية حيث أخذ منها لون البشرة السوداء، عانى من نفي أبيه لنسبه كونه أسود وناضل حتى اعترف والده بنسبه، اشتهر بقصائده التي تتغنى بالفروسية والفخر والعشق العفيف مع محبوبته عبلة. من شعره:

لَئِن أَكُ أَسوَدًا فَالمِسكُ لَوني وَما لِسَوادِ جِلدي مِن دَواءِ

وَلَكِن تَبعُدُ الفَحشاءُ عَنّي كَبُعدِ الأَرضِ عَن جَوِّ السَماءِ

كما قال أيضًا:

يَعيبونَ لَوني بِالسَوادِ جَهالَةً وَلَولا سَوادُ اللَيلِ ما طَلَعَ الفَجرُ

وَإِن كانَ لَوني أَسوَداً فَخَصائِلي بَياضٌ وَمِن كَفَّيَّ يُستَنزَلُ القَطرُ

مَحَوتُ بِذِكري في الوَرى ذِكرَ مَن مَضى وَسُدتُ فَلا زَيدٌ يُقالُ وَلا عَمروُ

الشاعر محمد مفتاح الفيتوري

الشاعر السوداني والذي توفي في عام (2015) عن عمر يناهز (79) عامًا كان ذو بشرة سوداء، لُقب بشاعر أفريقيا والعروبة، ويعتبره الغالبية أنه صوت أفريقيا الحر قال في إحدى قصائده:

جبهة العبد ونعل السـيد وأنين الأسود المضطهد

تلك مأساة قرون غبرت لم أعد أقبلها لم أعد

أمثلة على كلمة زنجي

قال الشاعر ابن الرومي:

أيركبُ عمروُ في الزّنوجِ ولمْ يَزَلْ يبيتُ عروسًا للزنوجِ بلا مهرِ

وقال بشار بن برد:

إذا شَبِعَ الزّنْجِيُّ سبَّ إلههُ وألَّبَ مِنْ زِنْجٍ علَيَّ وَنُوب

كما قال أيضًا:

فلا تشتر الزنجيَّ إنك مفلح بأحمرٍ فالزنجي عنك عتاد

المراجع: