قصة التاجر الطماع

قصة التاجر الطماع
(اخر تعديل 2023-10-22 19:09:48 )

سأروي لكم اليوم يا أحبائي الصغار قصة التاجر الطماع والمرأة الأمينة، وهذه القصة تحكي عن التاجر المحتال الذي خسر نقوده وتجارته بسبب طمعه وشجعه.

قصة التاجر الطماع

عاش في إحدى المدن البعيدة تاجر محتال عرف عنه الطمع والجشع.

التاجر - قصة التاجر الطماع

كما أنه كان بخيلًا للغاية، فلا يحسن إلى الفقراء، ولا يهادي معارفه، إنما همه جمع المال فقط.

وذات يوم وبينما التاجر قد عاد لبيته بعد عقد صفقة في السوق ربح فيها أربعمئة قطعة ذهبية قد وضعها في محفظته، إذا به يتحسس جيبه الذي قد وضع به المحفظة فلم يجدها.

وهنا جن جنون التاجر وأخذ يبحث عنها في كافة الأرجاء لكنه لم يجدها إطلاقًا، وهذا ما جعل حزنه وغضبه يتضاعف، إذ كيف يضيع منه هذا المبلغ الكبير وهو حريص كل الحرص على عدم ضياع أرباحه حتى لو كانت بضع قطع فضية؟!

وبعدها توجه التاجر على الفور إلى قاضي المدينة ليشكو إليه ضياع محفظته، ولرغبته في العثور على أمواله سريعًا.

دخل التاجر على القاضي وقال له: أرجوك يا سيدي أن تساعدني.. لقد فقدت محفظتي في مكان ما.. وكان بداخلها أربعمائة قطعة ذهبية.. وسأعلن عن مكافأة نقدية وقدرها أربعون قطعة ذهبية لمن يجد محفظتي وبها المبلغ كاملًا.

وأرجو منك يا سيدي القاضي أن ترسل الجنود التابعين للقضاء للإعلان عن الأمر في كل أرجاء المدينة والمناطق المحيطة بها، ليعرف بالأمر أكبر عدد ممكن من الناس.

وبالفعل أرسل القاضي الحرس ليعلنوا في كافة أرجاء المدينة عن جائزة التاجر القيمة، عسى أن يجد أحدهم المحفظة فيأتي بها إلى القاضي ويحظى بالمكافأة.

وبعد ثلاثة أيام من إعلان التاجر عن الجائزة قدِمت للقاضي امرأة فقيرة ومعها محفظة بها أربعمائة قطعة ذهبية، وقالت للقاضي: تفضل يا سيدي.. لعلها هذه هي محفظة التاجر التي يبحث عنها.

المرأة الأمينة - قصة التاجر الطماع

وعلى الفور استدعى القاضي التاجر لكي يتعرف على محفظته. وعندما وصل ورآها أكد لهم أنها محفظته.

وهنا انتظر القاضي والمرأة أن يفي التاجر بوعده ويمنح الجائزة لتلك المرأة التي وجدت المحفظة، خاصة أنه قام بعد النقود داخلها عدة مرات ليتأكد من أنها كاملة، وفي كل مرة يجدها أربعمائة قطعة.

كيس النقود - قصة التاجر الطماع

فالمرأة الأمينة قد ردت المحفظة وبها النقود كاملة ولم تأخذ منها شيئًا، ولكن التاجر الطماع عندما عادت إليه المحفظة بكامل نقودها ندم على وعده بمنح الجائزة، وشعر أن المبلغ كبيرٌ جدًا، وأن تلك المرأة لا تستحقه.

وبعد تفكير عميق خطرت على بال التاجر المحتال فكرة شيطانية، وقرر تنفيذها في الحال حتى لا يمنح الجائزة للمرأة الفقيرة الأمينة التي وجدت محفظته.

وعلى الفور نظر التاجر إلى محفظته مندهشًا، ثم نظر للمرأة وقال لها: مهلًا.. لقد تذكرت الآن شيئًا مهمًا..

لقد كانت في المحفظة أيضًا أربعون قطعة نقدية أخرى بخلاف الأربعمائة التي قد ذكرتها للقاضي.. وأنا الآن لا أجدها في المحفظة.

ثم تابع كلامه قائلًا: لابد وأنك قد سرقتها أيتها اللصة.. إنني أطالبك فورًا وأمام القاضي أن تردي لي المبلغ المتبقي.

التاجر الطماع - قصة التاجر الطماع

وعندئذٍ قالت المرأة: لا يا سيدي أنا لست بسارقة.. لقد وجدتها وفي داخلها هذا المبلغ فقط.. ولو كنت أنوي سرقتها ما قمت بردها لك.

رد عليها التاجر الطماع قائلًا: كلا كانت موجودة.. لعلك عندما سمعت بالجائزة قررت أخذ المبلغ من المحفظة مقدمًا، والذي هو نفس مبلغ الجائزة.

فقالت المرأة وهي تبكي: لا يا سيدي المحفظة كان بها فقط أربعمائة قطعة نقدية، وقررت ردها لك كاملة لتعطيني أنت بنفسك الجائزة عندما تستلمها..

المرأة الأمينة تبكي - قصة التاجر الطماع

وعندما وجد القاضي التاجر الطماع يقول هذا الكلام، تأكد أنه يريد نهب حق المرأة المسكينة بعدم منحها الجائزة.

وهنا التفت القاضي على التاجر وقال له: حسنًا.. لقد اتضح لي أيها التاجر أن محفظتك بها أربعمئة وأربعون قطعة ذهبية.. بينما هذه المحفظة بها أربعمئة فقط..

إذن هذه ليست محفظتك، ولقد تذكرت الآن أن لي محفظة ضائعة كان بها هذا المبلغ، وبالتأكيد هذه المحفظة هي محفظتي لأنها ذات الشكل واللون.

ثم وجه القاضي كلامه إلى المرأة فقال: هذه المحفظة لي أنا يا سيدتي وليست للتاجر، ولقد قررت منحك كل المبلغ الذي فيها مكافأة لك على أمانتك.

القاضي الحكيم - قصة التاجر الطماع

بعدها قال القاضي للتاجر: أما بالنسبة لمحفظتك أيها التاجر، عندما يجدها أحدهم فسوف نستدعيك إلى هنا.

كما أنني سوف نرسل المنادين ليعلنوا عن الأوصاف الجديدة التي ذكرتها في محفظتك، ويمكنك أيضًا أن تذكر رجوعك عن تقديم المكافأة في الإعلان الجديد.

وبعدها خرج التاجر من عند القاضي صفر اليدين وهو في غاية الحسرة والندم على طمعه الذي تسبب في ضياع أمواله.

التاجر الطماع تعلم الدرس - قصة التاجر الطماع

فهذه المحفظة لم تكن إلا محفظته، ولكن بسبب رجوعه عن دفع المبلغ الذي وعد به، خسر كل أمواله التي كانت في المحفظة، وكأنه لم يجدها من الأساس.

وما هي إلا أيام قليلة وانتشرت قصة التاجر الطماع مع القاضي والمرأة في المدينة بأسرها، وأصبح أضحوكة المدينة بين عشية وضحاها.

وباتت قصته عبرة على عاقبة الطمع والجشع والبخل، مما دفعه إلى ترك المدينة بأسرها بعد أن أثرت تلك السمعة السيئة على تجارته وتسببت في كسادها.

انتهت القصة