قصة الحطاب الأمين

قصة الحطاب الأمين
(اخر تعديل 2023-10-17 18:24:41 )

مرحبًا يا أطفالي الأعزاء.. سأحكي لكم اليوم قصة الحطاب الأمين الذي كافئه الله بحياة كريمة سعيدة لطيبة قلبه وصدقه وأمانته، تعالوا معي وانصتوا إلى الحكاية.

قصة الحطاب الأمين

في قديم الزمان كان هناك حطاب طيب يعيش في إحدى القرى البعيدة.

قصة الحطاب الأمين 1

وكان ذلك الحطاب رجلًا فقيرًا لا يملك قوت يومه، وكانت له ابنة شابة جميلة وأربعة من الأبناء الصغار ووالدته العجوز التي تقيم معه.

أولاد الحطاب - قصة الحطاب الأمين

كان الحطاب يجلس كل يوم هو وزوجته حزينان حزنًا شديدًا لأنهما لا يستطيعان إطعام أطفالهما.

وكان الحطاب رجلًا رحيم القلب يحب الطيور والحيوانات والنباتات حبًا شديدًا، حتى أنه إذا ذهب إلى الغابة ليحتطب تغلبه الرحمة بالشجر فيتوقف غير قادر على اقتطاعها بالفأس.

وفي يوم من ذات الايام قرر الحطاب الذهاب إلى الغابة ليحتطب، فتناول بيده فأسه وهو يدعو الله أن يرزقه.

الغابة - قصة الحطاب الأمين

قبَّل الحطاب أطفاله وهم يودعونه مبتسمين يطلبون منه إحضار الطعام والملابس وهو يلوح لهم بيديه مبتسمًا حتى اختفى عن أنظارهم.

سار الحطاب في الغابة يبحث عن شجرة يابسة ليقطعها ويأخذ حطبها.

وأثناء مسيره رأى شجرة عجوز كبيرة فهمَّ إلى ضربها بفأسه، ولكن سرعان ما خيل له أن الشجرة العجوز تبكي من الألم وتتوسل إليه أن يتركها.

الشجرة الكبيرة - قصة الحطاب الأمين

ترك الحطاب الطيب الفأس على الفور وجلس تحت الشجرة حزينًا لأن قلبه لم يطاوعه على قطعها.

وأثناء جلوس الحطاب تحت الشجرة العجوز عاجزًا، فكر تفكيرًا عميقًا وقال في نفسه: يا إلهي.. إنني عاجز عن إطعام أطفالي وتلبية حاجياتهم، وأظن من الأفضل أن أرحل بعيدًا عنهم حتى لا ينفطر قلبي حزنًا عليهم عندما أراهم جياعًا.

وقبل أن يقوم الحطاب من مكانه رأى عصفورًا ترك عشه فوق الشجرة وأخذ يبحث عن طعامه.

نظر الحطاب إلى العصفور، فوجده يحفر في الأرض بصبر وهمة، وعندما لم يجد العصفور الطعام ترك المكان وأخذ يحفر في مكان آخر غير يائسًا يبحث عن طعامه دون كلل.

وأخيرًا وجد ذلك العصفور بعض فتات الخبز في الأرض، فالتقطها في منقاره وطار ليطعم صغاره الذين كانوا يفتحون له أفواههم جوعًا.

العصفور - قصة الحطاب الأمين

خجل الحطاب من نفسه، وعادت إليه ثقته في رزق الله، وأحس بندم وخجل شديدين، ثم قام عائدًا إلى منزله وهو يستغفر الله. وفجأة رأى شيء يلمع تحت الشجرة العجوز.

أنحنى الحطاب ليأخذ ذلك الشيء فوجده قلادة من الياقوت الجميل محفور عليها اسم صاحبها.

القلادة - قصة الحطاب الأمين

كانت القلادة تخص رجلًا غنيًا في تلك القرية، وكان الحطاب يمر بجانب قصره كل يوم ويتخيل ما بداخله من طعام ورفاهية في العيش، ولكنه لم يكن يجرؤ أبدًا على دخول ذلك القصر.

القصر الكبير - قصة الحطاب الأمين

عاد الحطاب إلى منزله وهو يضرب أخماسه بأسداسه ويفكر في أمر القلادة.

وبعد تفكير طويل قال في نفسه: هذا رزق أتاني الله به، لذا يجب أن أذهب إلى السوق وأبيع الياقوتة، وبعدها سوف أحصل على نقود كثيرة وأحضر الطعام لأطعم أطفالي الجياع.

لكن هذا الخاطر لم يستمر طويلًا وخاصة بعد أن نظر الحطاب إلى أطفاله الذين كانوا يمرحون في ثقة واطمئنان، فخشى عليهم من الرزق الحرام.

بعدها وضع الحطاب القلادة في جيبه وسار إلى القصر. وعندما رآه الرجل الثري يسير خائفًا بجانب سور قصره قال له: ماذا تريد أيها الرجل الفقير؟ أنت بالتأكيد لست لصًا.

الرجل الغني - قصة الحطاب الأمين

قال الحطاب: لا يا سيدي.. لقد وجدت هذه القلادة وعرفت أنها لك.. فأتيت لأسلمك إياها.

نظر الرجل الثري إلى ثياب الحطاب الفقير في دهشة وقال: إن هذه القلادة ذكرى من والدتي المتوفاة، لذا هي لا تقدر عندي بكنوز الدنيا.. كان بإمكانك أن تأخذها وتبيعها، فهي غالية الثمن ولكنك رجل أمين.. فإليك مكافأتك.

نادى الرجل الثري على أحد الخدم وهمس له في أذنه. فوضع الخادم أمام الحطاب صندوقًا مليء بالمجوهرات الثمينة والنقود.

وعندما رأى الحطاب ما رآه قال للرجل: يا سيدي.. أنا رجل فقير لي أطفال لا أستطيع إطعامهم.. فأنا لن آخذ المجوهرات أو النقود مقابل أمانتي..

ولكن لو استطعت إيجاد عمل لي في قصرك سأبقى ممتنًا وشاكرًا لك فضلك ما حييت.

ضحك الرجل وقال للحطاب: لا بأس.. سوف أعينك في قصري حارسًا على إصطبلات الخيل فهي بحاجة إلى رجل أمين مثلك.

الحطاب الأمين - قصة الحطاب الأمين

فرح الحطاب فرحًا شديدًا وذهب بسرعة لإحضار عائلته ليعيشوا سوية بقصر ذلك الرجل الغني.

وبعد فترة قصيرة تزوج ذلك الرجل من ابنة الحطاب الفقير، وعاش الحطاب وزوجته وأولاده عيشة هانئة سعيدة بجانب ابنته وزوجها الطيب.

وكان كلما مر الحطاب على تلك الشجرة العجوز خيل إليه أنها تبتسم له وتقول له: إنك رجل رحيم، طيب القلب، أمين صادق النية، لذا عوضك الله ورزقك بحياة سعيدة كريمة هانئة تنعم بها أنت وعائلتك مدى الحياة.

انتهت القصة