قصة الشقيقات والعصافير الثلاث

قصة الشقيقات والعصافير الثلاث
(اخر تعديل 2023-09-05 20:09:51 )

سأحكي لكم اليوم قصة الشقيقات الثلاث الاتي دخلت المحبة إلى منزلهن وقلبت حياتهن للأفضل رأسًا على عقب.

قصة الشقيقات والعصافير الثلاث

في يوم من ذات الايام وفي إحدى القرى النائية، كانت هناك فتاة جميلة طيبة اسمها ياسمينة تعيش مع شقيقاتها جوري ونرجس.

ياسمينة - قصة الشقيقات والعصافير الثلاث

لكن تلك الفتاتان لم يكن يتمتعن بصفات شقيقتهم ياسمينة الجميلة الطيبة.

فقد كانتا جوري ونرجس مغرورتان قاسيتان أنانيتان، إضافة إلى أنهن يحقدن على شقيقتهن ياسمينة لجمالها وحسن طباعها ومحبة الآخرين لها.

كانت الأخت الكبرى جوري جشعة تحب جمع المال وتوفيره لذا أجبرت شقيقتها ياسمينة أن تتوقف عن دراستها وتذهب للعمل في إحدى دكاكين القرية، وتقدم لأختها جوري المال دون أن تأخذ منه فلسًا واحدًا.

جوري - قصة الشقيقات والعصافير الثلاث

أما عن الأخت الوسطى نرجس فكانت فتاة كسولة تلقي جميع مهام المنزل على عاتق شقيقتها الصغرى ياسمينة بعد عودتها مساءً من عملها.

وكانت نرجس تحب أن تدرس وتجتهد في دراستها، ليس لحبها بالعلم والتعلم، إنما لتتعالا على نظيراتها في القرية والقريات المجاورة.

نرجس - قصة الشقيقات والعصافير الثلاث

وفي يوم من الأيام بينما كانت ياسمينة تَسقي أزهار الحديقة، شاهدت ثلاثة عصافير جميلة ملونة يقفون على غصن الشجرة يحدقون بها.

أعجبت ياسمينة بتلك العصافير الملونة فاقتربت منهم بهدوء وأخذت تنظر إليهم هي الأخرى.

العصافير الثلاثة - قصة الشقيقات والعصافير الثلاث

بعدها سارعت إلى المنزل وأحضرت لهم الماء والطعام وقالت لهم: تفضلوا يا أصدقائي العصافير.. لا بد وأنكم تشعرون بالجوع.

وبعد أن شبعوا حصل أمرًا غريب للغاية، فقد تكلم أحد العصافير وشكر ياسمينة على حسن ضيافتها.

فقالت ياسمينة للعصافير: “تفضلوا يا أصدقائي إلى منزلي فلدينا الكثير من الحبوب هناك”.

رد عليها أحد العصافير: “شكرًا أيتها الفتاة الطيبة، ولكننا لا نستطيع أن ندخل المنزل مجتمعين”.

سألتهم ياسمينة باستغراب: “ولماذا؟”

فأوضح لها أحد العصافير قائلًا: “نحن ثلاثة أصدقاء، فأنا اسمي (الثروة)، وهذا (النجاح)، والآخر هو (المحبة)، ويمكن لواحد منا فقط أن يدخل منزلكن، فاذهبي وتناقشي مع شقيقاتك من منا تُردن أن يدخل معك المنزل”.

دخلت ياسمينة وأخبرت شقيقاتها بما قاله العصفور، فغمرت السعادة أختها الكبرى جوري وقالت: “يا له من شيء حسن، وطالما كان الأمر على هذا النحو فلندعو (الثروة)، دعيه يدخل ويملئ منزلنا بالثراء”.

عصفور الثروة - قصة الشقيقات والعصافير الثلاث

فخالفتها أختها نرجس قائلة: “لم لا ندعو (النجاح)؟ وهكذا سأنجح وأصبح أنا المتفوقة الوحيدة في هذه القرية”.

عصفور المعرفة - قصة الشقيقات والعصافير الثلاث

وهنا كانت ياسمينة الطيبة تنظر إلى شجار شقيقاتها وهي واقفة في أحد زوايا المنزل فأسرعت باقتراحها قائلة: “أليس من الأجدر أن ندعو (المحبة)؟ فمنزلنا حينها سيمتلئ بالحب”.

عصفور المحبة - قصة الشقيقات والعصافير الثلاث

فردت عليها شقيقتيها بصوت واحد: “ما هذا الاقتراح الأبله، أصمتي أنتِ ولا تتدخلي بالأمر”.

كل ذلك كان على مسمع من العصافير الثلاث، وعرفوا أن شقيقاتها مغرورتان طماعتان ولم يعيروا أي اهتمام لرغبة أختهم ياسمينة.

بعدها اقتربوا من المنزل وطلبوا من ياسمينة أن تبدي اقتراحها، وسيأخذون في رأيها هي وحدها، وغير ذلك سوف يحلقون بعيدًا ولن يدخل أحدًا منهم على الإطلاق.

فأجابتهم ياسمينة: “أنا أدعو عصفور المحبة ليتفضل إلى منزلي”.

اقترب عصفور (المحبة) وبدأ بالطيران نحو المنزل، فاقترب العصفوران الآخران وتبعاه.

اندهشت ياسمينة وقالت: “لقد دعوت عصفور (المحبة) فقط، فلماذا تدخلان معه؟”

فرد عصفور (المحبة): “لو كنت دعوت أصدقائي (الثروة) أو (النجاح) لظل الاثنان الباقيان خارجًا، ولكن كونك دعوتني أنا (المحبة)، فأينما أذهب يذهبان معي”.

العصافير - قصة الشقيقات والعصافير الثلاث

وبعد أن دخلت المحبة حياة الشقيقات الثلاث أصبحن يتمتعن بصفاء القلب ومحبة الآخرين.

فالأخت الكبرى جوري بعد أن كانت جشعة تحب جمع المال لنفسها، اشترت بمالها المدَّخر دكانًا لبيع الأقمشة، وبعدها أصبحت من أثرى سكان القرية.

فكانت تنفق المال على شقيقتيها ليكملن دراستهن ويعشن عيشة هنيئة كريمة، كما أنها أصبحت تساعد كل محتاج أو فقير في قريتها أو حتى القريات المجاورة.

وبعدها نجحت الأخت الوسطى نرجس في دراستها وأصبحت من أمهر الطبيبات في القرية، كما أنها باتت تقدم العلاج والدواء مجانًا للمرضى الفقراء والمحتاجين الذين لا يملكون ثمن العلاج.

أما عن صديقتنا ياسمينة فقد أصبحت تنعم بمحبة شقيقاتها لها وعطفهم عليها، وأصبحت هي الفتاة المدللة التي لم تعد مسؤولة إلا عن دراستها فقط.

وأما عن أعمال المنزل فقد كانت الفتيات الثلاث يتقاسمن المهام بأوقات فراغهن بكل محبة ومودة.

بعد دخول المحبة إلى منزل تلك الفتيات أصبحت حياتهن مليئة بالعطف والرحمة، وبفضل المحبة حققن كلًا منهن أحلامهن وطموحاتهن، وتعلموا جميعهن أن أينما توجد المحبة، يوجد معها الثراء والنجاح.

انتهت القصة