قصة الحطاب والكلب الوفي

قصة الحطاب والكلب الوفي
(اخر تعديل 2023-09-05 16:23:10 )

قصتنا اليوم يا أحبائي الصغار عن الحطاب والكلب الوفي الذي عرض حياته للخطر ليفتدي ابن الحطاب الصغير من موت محتم.

لكن الحطاب تسرع في حكمه على الكلب وضربه ضربة قاسية كادت أن تنهي حياته.

قصة الحطاب والكلب الوفي

قصة الحطاب والكلب الوفي 1

يحكى أن هناك في أحد الغابات حطابًا يسكن في كوخ صغير هو وزجته المريضة، وطفلهما الصغير، وكلب وفيٌّ يحرس منزلهم.

وفي يوم من الأيام أشتد المرض على زوجة ذاك الحطاب وفارقت الحياة تاركة وراءها زوجها وطفلها الصغير الذي مازال يحتاج إلى الرعاية والاهتمام.

أخذ الحطاب دور زوجته في رعاية طفله بمساعدة كلبه الذكي الذي كان يتعلم كل ما يقوم به الحطاب وهو يرعى طفله الصغير.

كلب يعتني بالطفل - قصة الحطاب والكلب الوفي

واستمر الأمر على هذا النحو إلى أن نفذ كلَّ المال الذي ادخره الحطاب سابقًا، ولم يعد بمقدوره أن يشتري لنفسه الطعام ولا حتى الحليب لطفله الصغير.

فقرر الحطاب المسكين ذات يوم أن يعود إلى الغابة ويحتطب كما السابق ثم يبيع الحطب في القرى المجاورة ويبدأ بكسب المال من جديد.

وكان كل يوم ومع شروق الشمس يذهب لجمع الحطب ولا يعود إلا قبل غروب الشمس تاركًا طفله الصغير في رعاية الله مع الكلب.

الحطاب - قصة الحطاب والكلب الوفي

لقد كان الحطاب يثق في ذلك الكلب ثقةً كبيرة، حيث كان الكلب وفياً لصاحبه ويحبه ويحب طفله جدًا.

وفي يوم من الأيام وبينما كان الحطاب عائدًا من عمل يوم شاق سمع نباح الكلب من بعيد علـى غير عادته.

فأسرع في المشي إلى أن اقترب من الكلب الذي كان ينبح بغرابة قرب الكوخ وكان فمه ووجهه ملطخًا بالدماء.

كلب خائف - قصة الحطاب والكلب الوفي

صعق الحطاب مما رآه، وعلم أن الكلب قد خانه وعض طفله، فانتزع قطعة خشب من وراء ظهره وضرب الكلب ضربة أوقعته أرضًا وهو ينتفض من الألم.

وعندما دخل الحطاب للكوخ تمسمر في مكانه، وجثى على ركبتيه، وامتلأت عيناه بالدموع.

رأى الحطاب طفله الصغير حيٌّ يرزق يلعب على سريره، وبالقرب منه أفعى كبيرة الحجم ملطخة بالدماء وقد لقت حتفها بعد معركة مهولة مع الكلب المسكين.

الطفل سليم - قصة الحطاب والكلب الوفي

حزن الحطاب حزنًا شديدًا على كلبه الوفيّ، وأدرك الحطاب أن الكلب قد خاطر بحياته مقابل انقاذ طفله من موت محتم.

وعلم أيضًا أن نباح الكلب بهذه الطريقة كان تعبيرًا عن فرحه بأنه أنقذ الطفل من الأفعى، وينتظر الشكر منه وما كان من الحطاب إلا أن ضربه بفأسه دون تفكير..

ركض الحطاب مسرعًا إلى كلبه فوجده طريح الأرض وتحته بركة من الدماء، اقترب نحوه وقلبه يعتصر حزنًا عليه ظنًا منه أنه قد مات.

وما أن اقترب الحطاب أكثر من كلبه ليحمله ويقوم في دفنه إلا ووجده يتنفس بصعوبة، ففرح فرحًا شديدًا وسارع إلى علاجه وتضميد جرحه العميق، وأخذ يعتني به كما يعتني بطفله لأيام متتالية.

الكلب يتعافى - قصة الحطاب والكلب الوفي

وفي أحد الأيام وبينما كان الحطاب وطفله غارقان في نوم عميق شعر بكلبه يلعق يديه قاصدًا أن يوقظه ليعلمه بأنه قد أصبح على ما يرام.

نهض الحطاب من فراشه والفرحة تغمر قلبه، وأخذ يعانق قلبه الوفي شاكرًا الله أنه لم يفارق الحياة.

ثم عاد بعدها الحطاب كعادته إلى الغابة ليحتطب منذ شروق الشمس حتى غيابها تاركًا طفله بأمانة الله وأمانة كلبه الوفيّ.

نهاية سعيدة - قصة الحطاب والكلب الوفي

وأخذ عهدًا على نفسه ألا يتسرع مرة أخرى في حكمه على الآخرين وخاصة ممن يحبهم ويثق بهم.

وتعلم أيضًا أن يتريث ويفهم وجهات نظر الآخرين مهما كانت الظروف، لأن لحظة غضب وتهور غاب فيها التفكير، قد تكلفه الكثير وتجعله نادمًا على فعلته طوال العمر.