زين الدين زيدان … اللاعب والمدرب، ملك الملعب

زين الدين زيدان … اللاعب والمدرب، ملك الملعب
(اخر تعديل 2023-08-07 17:00:52 )

زين الدين زيدان Zinedin Zidane الشهير بلقب (زيزو) لاعب كرة قدم عالمي فرنسي الجنسية جزائري الأصل، ولد في مدينة مرسيليا الفرنسية في الثالث والعشرين من شهر حزيران لعام 1972.

ويقوم حاليًا بتدريب الفريق الأول للنادي الملكي (ريال مدريد)، بعد أن لعب للنادي مدة خمسة مواسم من العام 2001 إلى العام 2006، ويعد واحدًا من أعظم أساطير كرة القدم العالمية وذلك بشهادة كثير من خبراء اللعبة، وسنتحدث عن كل ذلك بشيء من التفصيل لاحقًا.

من هو اللاعب الأسطوري زين الدين زيدان وكيف كانت نشأته؟

ولد لأب وأم جزائريين من منطقة القبائل شمال الجزائر، حيث هاجرا إلى فرنسا عام 1953 وكان ذلك قبل أن تبدأ الحرب الجزائرية، واستقرا في شمالي مدينة مارسيليا حيث ولد زين الدين نجمنا الذي نتحدث عنه، وهو أصغر إخوته الذين يبلغ عددهم الخمسة، وبدأ اللعب بكرة القدم صغيرًا ولم يكن يتجاوز الخامسة من عمره، في الحي الذي يقطنه مع والديه وإخوته، وانضم بعدئذ لفريق نادي (كان) وكانت بداية المسيرة الاحترافية لهذا النجم المتألق في دنيا كرة القدم الساحرة المستديرة.

المسيرة الاحترافية للاعبنا الموهوب زين الدين زيدان

زين الدين زيدان

1 – البداية

كانت البداية الاحترافية كما ذكرنا مع فريق نادي (كان) الفرنسي واستمر معه من العام 1988 إلى العام 1992، حيث حط رحاله في نادي (بوردو) الفرنسي أيضًا حيث حقق الفوز معه ببطولة كأس (إنترتوتو) في عام 1995، ونال مع فريق (بوردو) على المركز الثاني لبطولة كأس الاتحاد الأوربي للعام 1999، انتقل بعدها إلى إيطاليا حيث لعب لفريق نادي السيدة العجوز (يوفنتوس)، وكان قد سجل من الأهداف مع فريق (كان) 6 أهداف فقط، وسجل مع فريق (بوردو) تسعة وثلاثون هدفًا وذلك من خلال 176 مباراة خاضها مع الفريق.

2 – التجربة الاحترافية مع فريق نادي(يوفنتوس) الإيطالي

كان نجمنا زين الدين اللاعب المفضل عند المدرب (كارلو أنشيلوتي) مع اللاعبين الموهوبين أيضًا الفرنسي (ديديه ديشامب) والإيطالي (أليساندرو دل بييرو) و(إدغار ديفيدز) وفاز معهم مرتين ببطولة الدوري الإيطالي لكرة القدم ولم يستطيعوا الفوز في بطولة دوري أبطال أوربا مرتين متتاليتين وصلوا فيها للمباراة النهائية، وانتقل إلى النادي الملكي (ريال مدريد) الاسباني عام 2001، في صفقة كانت الأكبر في التاريخ حتى ذلك الوقت وكان انتقال زين الدين زيدان مقابل 75,6 مليون يورو، حيث أصبح لاعبًا فعّالًا في فريق يضم الكثير من نجوم كرة القدم العالمية، أمثال اللاعب الفذّ (لويس فيغو) البرتغالي واللاعب البرازيلي العظيم (روبيرتو كارلوس)، وكان قد لعب مع (يوفنتوس) 214 مباراة استطاع أن يسجل خلالها 31 هدفًا.

3 – التجربة الاحترافية مع فريق النادي الملكي (ريال مدريد) الاسباني

استطاع زين الدين زيدان النجم العالمي أن يقود فريقه الجديد (ريال مدريد) إلى الحصول على بطولة دوري أبطال أوربا لكرة القدم، في أول موسم له مع النادي، بعد أن تغلب فريقه على فريق نادي (باير ليفر كاوزن) الألماني بهدف أكثر من رائع وأكثر من خيالي، للنجم زين الدين زيدان، وكانت المباراة قد أقيمت على أرض ملعب هايدن بارك في مدينة غلاسكو الاسكتلندية، واستطاع في ثاني مواسمه مع النادي أن يحقق بطولة الدوري الاسباني موسم 2002 – 2003، وكانت آخر مباراة له مع الفريق في السبع من شهر أيار للعام 2006 وأقيمت على أرض ملعب النادي ملعب (سانتياغو برنابيو) وانتهت بالتعادل 3 – 3 سجل خلالها هدفًا وكانت ضد فريق نادي (فيا ريال)، وكان زيدان من أكثر اللاعبين مساهمة في تحقيق انجازات الفريق الملكي (ريال مدريد)، حيث لعب مع النادي 231 مباراة سجل خلالها 49 هدفًا.

زين الدين زيدان والمنتخب الوطني الفرنسي لكرة القدم

إن أعظم أحلام أي لاعب كرة قدم أن يمثل بلاده باللعب ضمن المنتخب الوطني، إلّا أن زين الدين زيدان كانت الفرصة متاحة له ليمثل بلدين فرنسا والجزائر، ليختار أي منهما سيمثل ويلعب تحت علمه، المنتخب الجزائري لأنه في الأصل جزائري الجنسية، وفرنسي الجنسية لأنه من مواليد فرنسا، واختار المنتخب الفرنسي لسوء الأحوال الأمنية التي كانت الجزائر تمر بها آنذاك.

وأولى المباريات التي لعبها للمنتخب الفرنسي كانت ضد منتخب التشيك، حيث نزل إلى أرض الملعب عند الدقيقة 63 من المباراة كأحد البدلاء والنتيجة كانت 2 – 0 لصالح منتخب التشيك واستطاع في أول مباراة له أن يسجل هدفين ويخرج منتخبه متعادلًا في نتيجة تلك المباراة: 2 – 2 وأقيمت المباراة في السابع عشر من شهر آب 1994، وكان المدرب الفرنسي (إيمي جاكيه) يريد ضم اللاعب الفذ (ايريك كانتونا) لاعب مانشستر يونايتد، لكنه عوقب بالإيقاف لمدة سنة، مما جعله يغير خططه ويضم زين الدين زيدان كصانع ألعاب متقدم وكان اختياره موفقًا للغاية حيث كان نجمنا غاية في تحمل المسؤولية التي ألقيت على عاتقه.

بطولة كأس العالم لعام 1998

بطولة كأس العالم لعام 1998

تعرض زين الدين في هذه البطولة للإيقاف لمباراتين بعد الخشونة المتعمدة التي أظهرها بوجه اللاعب السعودي فؤاد أنور وقام زيدان بضربه، لكنه في المباراة ضد البرازيل وكانت بعد انتهاء عقوبة الإيقاف استطاع أن يسجل هدفين برأسه ويمرر تمريرة حاسمة ليسجل منها الهدف الثالث وتفوز فرنسا على البرازيل بنتيجة 3 – 0 وتنال لقب كأس العالم للمرة الأولى بتاريخها بفضل مهارة وبراعة النجم زيدان.

بطولة كأس العالم لعالم 2002

في هذه البطولة لم يلعب زيدان إلّا في المباراة الثالثة بسبب الإصابات، ولم يسجل في هذه المباراة ولكن تم اختياره كأفضل لاعب في المباراة، وخرج المنتخب الفرنسي من بطولة كأس العالم من الدور الأول خالي الوفاض في أسوء مشاركة للمنتخب في بطولات كأس العالم على الإطلاق.

بطولة كأس أمم أوربا لعام 2004

بعد هذه البطولة حصلت فرنسا على المركز الأول في التصنيف العالمي لكرة القدم لأنها أول بلد يفوز ببطولة الأمم الأوربية بعد تحقيقه لبطولة كأس العالم بشكل متتالي، وكان للنجم زين الدين زيدان (زيزو) دورًا بارزًا في الوصول إلى المباراة النهائية من البطولة بعد تسجيله هدفًا رائعًا ضد المنتخب الاسباني، وتسجيله للهدف الذهبي في مرمى المنتخب البرتغالي في نصف النهائي ليلاقي المنتخب الفرنسي المنتخب الإيطالي في المباراة النهائية وتفوز فرنسا فيها وتنال كأس البطولة.

بطولة كأس العالم للعام 2006

حكاية هذه البطولة مع النجم زيدان حكاية تروى وتقص لما فيها من مفاجآت وقصص، فلم يكن وصول المنتخب الفرنسي للنهائيات أمرًا سهلاً، فقد كان زين الدين زيدان قد أعلن عدم الرغبة في اللعب دوليًا لكنه عاد من أجل بلده فرنسا وساهم بشكل كبير في التأهل لنهائيات البطولة، وأعلن أيضًا أنه سيعلن اعتزاله اللعب نهائيًا بعد انتهاء البطولة، وكان قد لعب المباراة التي تحمل الرقم 100 له في صفوف المنتخب وكانت ضد منتخب المكسيك.

وحصل في المباراة الثانية أمام المنتخب الكوري على البطاقة الصفراء الثانية مما أدى لإيقافه في المباراة الثالثة التي كانت أمام منتخب توغو، وفي المباراة أمام المنتخب الاسباني استطاع أن يصنع هدفًا ويسجل آخر ولتفوز فرنسا على اسبانيا بنتيجة 3 – 1 واختير زيدان لجائزة رجل المباراة، وفي المباراة نصف النهائية والتي كانت أمام البرتغال سجل هدفًا من ضربة جزاء نفذها بنجاح وانتقل الفريق الفرنسي ليقابل المنتخب الإيطالي على المركز الأول.

المباراة النهائية لبطولة كأس العالم لعام 2006

المباراة النهائية لبطولة كأس العالم لعام 2006

كانت المباراة النهائية للبطولة بين منتخبي إيطاليا وفرنسا، اقيمت في التاسع من شهر تموز لعام 2006 وكانت آخر مباريات زيدان كلاعب، وقد استطاع في هذه المباراة أن يسجل الهدف الأول من ضربة جزاء نفذها بنجاح لتعانق شباك المنتخب الإيطالي معلنة تقدم الفرنسيين بهدف لصفر، وبذلك أصبح من اللاعبين الأربعة الذين استطاعوا التسجيل في مباراتين نهائيتين للبطولة عامي 1998 و2006، إلى جانب كل من اللاعبين (الملك بيليه والألماني يول براينر وفافا البرازيلي).

وقد كانت ردة فعله على استفزاز اللاعب الإيطالي (ماركو ماتزيراتي) أدت إلى طرده من المباراة حصل ذلك في الدقيقي 110 من المباراة، أي في الوقت الإضافي الثاني، فقد نطح اللاعب (ماتزيراتي) في صدره بعد جدال حاد بين اللاعبين قبل النطح حيث استفزه ماتزيراتي لأنه تكلم بألفاظ نابية عن أم زيدان وأخته، بعد المباراة اعترف ماتزيراتي بأنه أهان زيدان بأمه وأخته، وأوقف زيدان لمدة ثلاثة مباريات وغرم بمبلغ 7500 فرنك سويسري كما أوقف ماركو ماتزيراتي مباراتين وغرم بمبلغ 5000 فرنك سويسري ولكن عقوبة الإيقاف لم تؤثر فعليًا على نجمنا زيدان لأنه كان قد أعلن اعتزاله اللعب بعد المونديال، والرئيس الفرنسي جاك شيراك أعلن دعمه زين الدين زيدان، هذا وفازت إيطاليا بالمباراة بعد فوزها بضربات الجزاء الترجيحية.

مسيرة زين الدين زيدان التدريبية

بدأ حياته التدريبة كمساعد للمدرب الإيطالي (كارلو أنشيلوتي) لفريق (ريال مدريد) الاسباني، في العام 2013 حيث ساهم زين الدين زيدان في الحصول على بطولة (دوري أبطال أوربا) في عام 2014، كما قام بتدريب فريق (ريال مدريد كاستيا) الاسباني عام 2015.

وعين مديرًا فنيًا للنادي الملكي (ريال مدريد) عقب إقالة المدرب (رافائيل بينيتيز)، علق زيدان في المؤتمر الصحفي عقب تعيينه كمدرب بقوله: لما وقعت لفريق (ريال مدريد) كلاعب أكدت للجميع بأنني سأضع قلبي في خدمة هذا النادي، والآن أشكر هذا النادي الآن لمنحي الثقة بتدريبه، وطلب تعيين كل من (سانتياغو سولاري) و(ديفيد بيتوني) كمساعدين له، وفاز (ريال مدريد) مع زيدان ببطولتي الدوري الاسباني وبطولة دوري أبطال أوربا بنفس الموسم، وليكون أول شخص في أوربا يحصل البطولة لاعبًا ومدربًا.

البطولات التي حصل عليها خلال مسيرته الرياضية

بطولات مع الأندية وبطولات مع المنتخب الوطني والبطولات التي نالها كمدرب وسنبدأ:

1 – عندما كان لاعبًا مع المنتخب الفرنسي

  • نال المركز الأول في بطولة كاس العالم 1998.
  • نال المركز الثاني في بطولة كأس العالم 2006.
  • نال المركز الأول في بطولة كأس الأمم الأوربية عام 2000.

2 – عندما كان لاعبًا مع الأندية

مع نادي بوردو الفرنسي

  • نال المركز الثاني في بطولة كأس الاتحاد الأوربي لعام 1995/1996.
  • المركز الأول لبطولة انترتوتو.

مع نادي يوفنتوس الإيطالي

  • نال بطولة الدوري الإيطالي مرتين متتاليتين في موسمي 1996/1997، 1997/1998.
  • نال بطولة كأس السوبر الإيطالية موسم 1997.
  • نال بطولة كأس السوبر الأوربية للعام 1996.
  • نال بطولة كأس الأنتر كونتينانتال عام 1996.
  • نال المركز الثاني في بطولة دوري أبطال أوربا مرتين في مواسم 1996/1997، و1997/1998.

مع النادي الملكي (ريال مدريد) الإسباني

  • نال بطولة الدوري الاسباني في موسم 2002/2003.
  • نال بطولة كأس السوبر الاسبانية لعامي 2001، وعام 2003.
  • نال بطولة كأس دوري أبطال أوربا لموسم 2002/2002.
  • نال بطولة كأس السوبر الأوربية في العام 2002.
  • نال بطولة كأس الأنتر كونتينانتال عام 2002.

كمساعد مدرب للنادي الملكي (ريال مدريد)

  • نال كأس اسبانيا موسم 2013/2014.
  • نال كأس بطولة ابطال أوربا عام 2014.
  • نال كأس بطولة السوبر الأوربية 2014.
  • نال كأس بطولة العالم للأندية عام 2014.

كمدرب للنادي الملكي (ريال مدريد)

  • نال بطولة دوري أبطال أوربا مرتين متتاليتين موسمي 2015/2016، 2016/2017.
  • نال لقب كأس السوبر الأوربية عام 2016.
  • نال بطولة الدوري الاسباني عام 2017.
  • نال بطولة كأس العالم للأندية عام 2016.

انجازات زين الدين زيدان على الصعيد الشخصي

  • يعتبر الشخص الثاني الأكثر تأثيرًا في فرنسا.
  • اعتبر ثروة قومية فرنسية في العام 1998.
  • في الترتيب الثالث كأفضل لاعب على مستوى العالم بعد الملك بيليه والأسطورة مارادونا.
  • نال جائزة أحسن لاعب على مستوى العالم سنة 2000.
  • لقب أفضل لاعب كرة قدم في أوربا بين عامي 1954، وعام 2004.
  • فاز بجائزة الكرة الذهبية لعام 2006.

ما قيل عنه

ما قيل عنه

  • قال عنه ملك كرة القدم بيليه: هو أحسن من لعب كرة القدم خلال العشر سنوات الأخيرة، وهو أستاذ بكل معنى الكلمة.
  • وقال اللاعب الفذ ميشال بلاتيني: إن زيدان هو أروع لاعبي هذا القرن.
  • وقال الأسطورة مارادونا عنه: إن اعتزال زيزو اللعب هو عذاب لنا، فهو سيعتزل توزيع البهجة والسرور لنا.
  • وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك: إنه البطل القومي عندنا إلى الأبد.
  • اللاعب الاسباني راؤول غونزاليز الذي لعب إلى جانب زيدان: لقد كنا إذا عجزنا على فعل أي شيء في الملعب مررنا الكرة إليه فهو يعرف كيف يتصرف ويجد الحلول الذهبية.
  • المدرب الإنكليزي السير فيرغسون: لم أكن أخاف من أي فريق أو لاعب سوى زيدان لأنه يجيد اللعب السهل الممتنع.
  • رونالدينهو: عنما خسرنا أمام المنتخب الفرنسي عام 2006 شعرنا وكأننا نلاعب زيدان وحده فقد أعطانا درسًا في الملعب لن أنساه في حياتي.

وهكذا نكون قد وصلنا مع نجمنا الرائع زيزو لنهاية المقال الذي تحدثنا فيه عن الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان لكن هل أعطيناه حقه في هذا المقال؟ نرجو أن نكون وفقنا بذلك، فقد كان أسطورة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ولا يزال إلى الآن يقوم بتدريب كرة القدم لأنه لا يستطيع الابتعاد عن معشوقته الساحرة المستديرة كرة القدم.

قد يهمك أيضًا: